للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بهم، ويؤيده رواية البخاري عن [بن] (١) عمر مرفوعًا: "من السنة قص الشارب ونتف الإِبط وتقليم الأظفار" (٢). وأصح ما فسر به الحديث بما ثبت في رواية أخرى، وقال الماوردي: والشيخ أبو إسحاق الشيرازي (٣): إنها هنا الدين، والصحيح الأول.

وقال القزاز (٤): في تفسير غريب صحيح البخاري: الفطرة في كلام العرب تنصرف على وجوه، مصدر فطر الله الخلق: أنشأه، والله فاطر: خالق، والفطرة: الجبلة التي خلق الناس عليها وجبلهم على فعلها، وكل مولود يولد على الفطرة، قيل: على الإِقرار بالله الذي أقرّ به لما أخرجه من ظهر آدم عليه السلام، والفطرة: زكاة الفطر، قال: وأولى الوجوه بما ذكرناه أنها (الجبلة) وهي كراهة ما في جسده مما ليس من زينته.

قلت: والمراد بها دين الإِسلام في حديث البراء "إذا أويت إلى فراشك فقل اللهم أسلمت نفسي إليك -إلى قوله- فإن مِتَّ مِتَّ


(١) زيادة من ن ب.
(٢) البخاري (٥٨٨٨)، واللفظ الوارد فيه: "الفطرة". وانظر: تعقب ابن حجر عليه في الفتح (١٠/ ٣٣٩) أي بدل (السنة).
(٣) انظر: الفتح (١٠/ ٣٣٩). وأبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف بن عبد الله شيخ الإِسلام علمًا، وعملًا وورعًا وزهدًا ولد سنة ثلات وتسعين وثلاثمائة، توفي في جمادى الآخرة وقيل: الأولى سنة ست وسبعين وأربعمائة. الأعلام للزركلي (١/ ٤٤)، ووفيات الأعيان (١/ ٩)، والبداية والنهاية (١٢/ ١٢٤).
(٤) انظر: عمدة الحفاظ (٤٢٨، ٤٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>