للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التي بعث فيها غيره إلى شريعته، ولا ينصرف عنه، ولا ينسخ ما جاء به الآخر، فهذه خصيصة له لم تكن لأحد قبله حتى أن نوحًا - صلى الله عليه وسلم - لم ينقل عنه أنه كان معه نبي فدعا إلى ملته يعني ملة ذلك النبي، ولا نسخها، يوضح هذا قوله -عليه الصلاة والسلام-: "لو أدركني موسى لما وسعه إلَّا اتباعي" (١) فهذه الخصيصة التي امتاز بها عن جميع الأنبياء.

قلت: وخص - صلى الله عليه وسلم - بهذه الخمسة وبغيرها من: جوامع الكلم، وهو القرآن، وكلامه [عليه السلام] (٢) فإن كلًّا منهما ألفاظه يسيرة ومعانيه كثيرة، وخص أيضًا بمفاتيح خزائن الأرض، والآيات من خواتيم سورة البقرة، وله أيضًا خصائص كثيرة لا تحصى، ومآثر أكثر من أن يحاط بها فتستقصى، وقد جمعنا [ها هنا] (٣) ما وصل علمنا إليه في كتابنا المسمى: بـ "غاية السول في خصائص الرسول" وفي الذهن أنه أجمع ما صنف فيه [والحمد لله] (٤) على ذلك وأمثاله.


(١) مسند أحمد (٣/ ٣٣٨، ٣٨٧)، ودلائل النبوة لأبي نعيم (٥/ ١١)، وتفسير ابن كثير (٤/ ٢٩٦)، وتاريخ دمشق لابن عساكر (٥/ ١٦٢)، والبداية لابن كثير (٢/ ١٣٣)، وسنن الدارمي (١/ ١١٥)، والسنة لابن أبي عاصم (٥٠).
(٢) في ن ب (أفضل الصلاة والسلام).
(٣) في ن ب (منها).
(٤) في ن ب (فالحمد لله).

<<  <  ج: ص:  >  >>