للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حبّان صححه والخطابي (١) قال، إنه صحيح الإِسناد.

واعلم أن البغوي (٢) روى في شرح السنة من حديث معاذ قال: "بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فقال: يا معاذ إذا كنت في الشتاء فغلس بالفجر وأطل القراءة قدر ما يطيق الناس ولا تملهم، وإذا كان في الصيف فأسفر بالفجر، فإن الليل قصير، والناس ينامون فأمهلهم حتى يدركوا" ولم أر من قال بهذا التفصيل، ولو قيل به لم يبعد، وبه يجمع بين الأحاديث، فالتغليس يحمل على الشتاء، وحديث الإِسفار يحمل على الصيف (٣) والله أعلم بذلك.


(١) معالم السنن، طبعة الفقي (١/ ٢٤٥).
(٢) السنة للبغوي (٢/ ١٩٩) قال المعلقان: ضعيف جدًّا، وهو في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي الشيخ (٧٦) بسبب: الجراح بن المنهال أبو العطوف، وقد ضعقه أحمد وابن المديني والبخاري، وقال النسائي والدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: كان يكذب في الحديث.
(٣) قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في أعلام الموقعين: -بعد ذكر حديث رافع بن خديج ما لفظه، وهذا بعد ثبوته إنما المراد به الأسفار دوامًا. لا ابتداء فيدخل فها مغلسًا، ويخرج مسفرًا، كما كان يفعله - صلى الله عليه وسلم -، فقوله موافق لفعله، لا مناقض له. وكيف يظن به المواظبة على فعل ما الأجر الأعظم في خلافه؟ وقد ذكر نحوه الطحاوي في مشكل الآثار (١/ ١٠٥)، وفيه حديث ذكره الألباني (١/ ٢٨٧) في الإِرواء، عن أنس - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الصح إذا طلع الفجر إلى أن ينفسح البصر". أخرجه أحمد في المسند (٣/ ١٢٩، ١٦٩)، وإسناده صحيح: فهذا فيه الجمع بين الأحاديث حيث بين الابتداء بالصلاة ووقت خروجه منها وهو الإِسفار.

<<  <  ج: ص:  >  >>