للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى رَجُلًا» لم يذكر اسم الرجل في أكثر الروايات، ورواية الحاكم تبين أنَّ الذي كان لابسًا للحلقة هو عمران نفسه، حيث قال: «دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَفِي عَضُدِي حَلْقَةُ صُفْرٍ» (١).

وقوله في رواية حديث الباب: «فِي يَدِهِ حَلْقَةٌ» وفي رواية عند البيهقي: «فِي عُنُقِهِ حَلْقَةٌ» (٢).

والحلقة في اللغة: كل شيء استدار كحلقة الذهب والفضة، ويقال حلقة القوم دائرتهم (٣).

وكان المشركون يجعلون في أعضادهم حلقة من صفر وغيره، يزعمون أنها تحفظهم من أذى العين والجن ونحوهما، وكذا لبسها للبركة، أو لمنع بعض الأمراض.

«مِنْ صُفْرٍ» الصُّفر - بضم الصاد وسكون الفاء - النُّحَاس.

«فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ » يحتمل أن يكون الاستفهام للاستفصال عن سبب لبسها؛ لأنه قد يكون لابسًا لها زينةً، ويحتمل أن يكون للإنكار، وهذا أقرب، وتؤيده رواية: «وَيْحَكَ مَا هَذِهِ؟ » (٤).


(١) المستدرك (٤/ ٢٤٠) رقم (٧٥٠٢).
(٢) السنن الكبرى (٩/ ٥٨٩) رقم (١٩٦٠٩).
(٣) ينظر: الصحاح (٤/ ١٤٦٢)، والمحكم لابن سيده (٣/ ٦).
(٤) أخرجه أحمد في مسنده (٣٣/ ٢٠٤) رقم (٢٠٠٠٠).

<<  <   >  >>