للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "وزَادَ مُسلم: ورَبّ الكَعْبة": أيْ: "زَادَ بعْد قَوْله: نَعَم". وهَذا الموضع من المواضع التي تُحذَف الجمْلة (١) فيها [استغناء] (٢) بـ "نَعَم" في الجواب؛ فكَان التقدير: "نَعَم، نَهى ورَبّ الكَعبة".

ويُحذَف الجوابُ في مَوضعين آخرين: -

١ - أحدهما: إذا تقَدّم على القَسَم مَا يطلُب خبرًا أو مَا يطلُب صِلة، فتقُول: "زيد [والله] (٣) يقُوم"، فتَبْنِي على المبتدأ، وتحذف جَواب القَسَم؛ لدلالة الخبر عليه. ولك أنْ تبني على القَسَم؛ فتقول: "زيد [والله] (٤) ليقومنّ".

وتقُول في الصّلة: "يُعجبني الذي والله يقُوم"، فتَحذف جَواب القَسَم. ولك أن تقُول: "يُعجبني الذي والله ليقُومَنّ". وعلى الأوّل: يكونُ الخبرُ في القَسَم وجَوابِه.

٢ - وكذلك يجوز حَذفُ الجوَاب [إذا] (٥) جَاءَ [عقيب] (٦) كَلام يدلّ على الجوَاب، كما جَاء هُنا في قَوله: "نَعَم ورَبّ الكَعبة". ومثله قولك: "زَيد قَام والله"، [تَحْذِف] (٧) جَوَابَ "والله"؛ لدلَالَة "زَيد قَام" عَليه. (٨)

و"الواو" في قوله "ورَبّ" "واو" القَسَم، ومَا بعدَها مخفوضٌ بها. وتقَدّمَت حُروف القَسَم في الحديث العَاشِر مِن "الصّلاة".


(١) راجع: الهمع (٣/ ٤٠)، النحو الوافي (٤/ ٤٤٨).
(٢) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٣) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٤) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٥) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٦) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "عقب".
(٧) غير واضحة بالأصل. ولعلها: "بحذف".
(٨) انظر: البحر المحيط (٣/ ٢٤٢، ٧٠٤)، المقتضب (٢/ ٣٣١)، الخصائص لابن جني (٢/ ٣٦٢)، همع الهوامع (٢/ ٤٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>