للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجملة "اللَّه خالقها" من مبتدأ وخبر في محلّ خبر "ليس"، أي: "ما نفس إلا مخلوقة للَّه"، فالاستثناء مُفرغ.

الحديث [السابع] (١):

[٣٢٦]: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه قَالَ: "كُنَّا نَعْزِلُ وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ، لَوْ كَانَ شَيْئًا يُنْهَى عَنْهُ لَنَهَانَا عَنْهُ الْقُرْآنُ" (٢).

قال الشّيخ تقيّ الدّين: استدلّ "جابر" بالتقرير من اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- على ذلك، وهذا استدلال غريب، وكان يحتمل أن يكون الاستدلال بتقرير الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، لكنه مشروط بعلمه بذلك، ولفظ الحديث لا يقتضي إلا الاستدلال بتقرير اللَّه تعالى (٣).

قوله: "كنا نعزل": "كان" واسمها الضمير المتصل بها، والخبر في جملة "نعزل". وتقدّم الكلام على "كنا" في الحديث الخامس من "باب جامع"، والثاني من "الصوم في السفر".

وجملة "كان" معمولة للقول، والقول في محل خبر "أنَّ" مقدّرة، أي: "رُوي عن جابر أنه قال". وجملة "والقرآن ينْزل" في محلّ الحال من فاعل "نعزل"، و"الواو" واو الحال.

قوله: "لو كان": تقدّم الكلام على "لو" في الحديث الأول من "الصلاة"، و"كان" تقدّمت في أوّل حديث من الكتاب.

وجواب "لو": "لنهانا عنه". ويأتي جوابها بـ "اللام"، كما هو هنا، ويأتي بغير "لام"، كقوله تعالى: {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ} [الواقعة: ٧٠] (٤).


(١) بالنسخ: "السادس".
(٢) رواه البخاري (٥٢٠٨) في النكاح، ومسلم (١٤٤٠) في النكاح.
(٣) انظر: إحكام الأحكام (٢/ ٢٠٨).
(٤) انظر: الجنى الداني (ص ٢٨٣، ٢٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>