ظهر لي أن الأولى ترجمة حفيد ابن فرحون، واسمه أيضًا "عبد الله بن محمد"، والثانية لأخيه الحفيد الآخر.
ولم يتضح لنا زمن نسخ هذه النسخة، إلا أنها قديمة، وقد سجل ناسخها نقلًا عن خط ابن فرحون أنها قرئت عليه سنة ٧٦٦ هـ، قرأها عليه الشيخ تاج الدين عبد الواحد بن الشيخ عمر المرحوم (الخراز) بحضور الشيخين الإمامين شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن علي المعروف بابن جابر الأندلسي، وشهاب الدين أبي جعفر أحمد بن يوسف بن مالك الرعيني الأندلسي.
وإذا أردنا تقريب زمان كتابتها قلنا إنّ "المدرسة الباسطية" تذكر المصادر أنه قد أنشاها ناظر الجيوش وعزيز المملكة القاضي عبد الباسط بن خليل بن إبرا هيم (ت ٨٥٤ هـ) بالمدينة المنورة سنة بضع وأربعين وثمانمائة، وهي الآن "مدرسة البنات الإسلامية"، فتاريخ نَسخها مُقارب لهذا التاريخ، وتذكر المصادر أنّ له مدرسة بمكة والقدس وغيرهما أيضًا. ويؤكّد ما قلناه أن القسطلاني (ت ٩٢٣ هـ، وقد جاور مرتين بمكة)(١) نقل في "إرشاد الساري" من نُسخة من "العُدّة" نظن من خلال المقارنة لمواضع السقط والخرم بين "العدة" والإرشاد أنها هي هذه النسخة.
[النسخه الثانية]
وهي مصوّرة من النسخة المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (١٩٤٣٩). وتقع في مجلدين، (٦١٩) لوحة، ومسطرتها (٢١) سطر، (١٠) كلمات بالسطر. وهي بخط نسخ جيد.
وهذه النسخة نُسخت على نفقة دار الكتب المصرية، بواسطة محمد أحمد فتح
(١) راجع فيما سبق: الضوء اللامع (٢/ ١٠٣)، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى للسمهودي (٢/ ٢٣٨)، البدر الطالع للشوكاني (١/ ١٠٢، ٣١٥ وما بعدها)، خطط الشام (٦/ ١١٩، ١٢٠، ١٣١)، الأعلام (٣/ ٢٧٠).