للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والضَّاد من قولُه: "وانضح" مكْسُورة لا غير؛ لأنه من: "نضح، ينضِح"، فالأمْر فيه: "انضح" (١).

وفي قولُه: "اغسل ذَكَرَك" و"تَوَضَّأَ وانضح فرْجَك" بالخِطَاب في رواية البخاري ومُسلم يحتمل أنْ يكُون لعَليّ؛ لأنه كان حاضرًا وعَلِم النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أَنَّهُ الذي يَقَع منه ذلك.

ويحتمل أنْ يكُون الخطابُ للمقداد مع غَيبة "عَليّ"؛ لأنه السَّائل (٢).

ويأتي القَول على "أمَرَ" في الثَّالِثِ من "فَضْل الجمَاعة".

وتقدَّم القولُ على "باب" و "الحديث الأوّل" في أوَّلَ حَديث من الكتاب، ومُتعلّق حرف الجر، وكَون جُملتي "النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-" و"رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ" لا مَحَلَّ لهُما.

الحديثُ الثَّاني:

[٢٥]: عَنْ عَبَّادِ بن تَمِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بن زيدٍ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: شُكِيَ إلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- الرَّجُلُ يُخَيَّلُ إلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلاةِ، قَالَ: "لا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أو يَجِدَ رِيحًا" (٣).

قولُه: "شُكي": فعلٌ ماض مَبني لما لم يُسَمَّ فَاعِله، والمفعول الذي لم يُسَمّ فاعله مُضافٌ محذوف، أي: "شُكي حالُ الرجُل"، فـ"الرجُل" قائمٌ مقام المحذوف؛ لأنَّ الذي شُكي حَالُه، لا ذاته. (٤)


(١) انظر: تاج العروس (٧/ ١٨٠، ١٨١).
(٢) انظر: شرح النووي على مسلم (٣/ ٢١٣)، عمدة القاري (٢/ ٢١٦)، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (١/ ٦٤٥ وما بعدها)، إحكام الأحكام (١/ ١١٦).
(٣) رواه البخاري رقم (١٣٧) في الوضوء، ومسلم (٣٦١) في الحيض.
(٤) انظر: الإعلام بفوائد عُمدة الأحكام (١/ ٦٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>