للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"شَكَى": ألِفُه مُنقلبة عن "ياء"، و"الياءُ" مُنقَلبةٌ عن "وَاو"؛ لأنّه من "شَكَوت"، وإنّما قُلبَت "الواو" ياءً لانكسَار ما قبْلها.

وقيل: هو من "شَكَي، يَشْكي"؛ فَلا قَلْبَ إذَن. (١) وسيأتي في الثاني عَشر من "الجهَاد" طَرَفٌ مِنْ ذَلك.

وقوله: "يُخيَّل إليه أَنَّهُ يجد الشيءَ في الصلاة": ["يخيل": أي] (٢) "يُشَبَّه له" و"يُخايَل". (٣)

قَالَ في الصحاح: يُقال: "تخيّلته"، "فتخيّل لي"، كما يُقال: "تصوّرتُه، فتصَوّر لي"، و"تبيّنته، فتبيّن" (٤).

وهو هُنا مَبني لما لم يُسَمّ فاعِله، والمفْعُولُ الذي لم يُسَمّ فَاعله: "أَنَّهُ يجد الشيءَ". والتقديرُ: "يخيَّل إليه وجدان الشيء" (٥).

و"وَجَد" هُنا يتَعَدّى إِلَى مَفعُولين، المفعُولُ الأوّل "الشيء"، والثاني في المجْرور، به يتعَلّق حَرْف الجرّ، أي: "كَائنًا في الصَّلاة".

والمرادُ بالحدَث: "المانعُ من أداء الصلاة".

وتقدَّم القَولُ عَلى "وَجَدَ" في الثاني مِن "باب الاستطابة".

والجُمْلة من "يجد" وما يتعلّق به في محلّ خبر أنّ، و "أَنَّهُ" في محلّ مَفعُول لم يُسَمّ فاعله لـ"تخيل"، و"إليه" يتعلّق به.


(١) انظر: الإعلام لابن الملقن (١/ ٦٦١)، والصحاح (٦/ ٢٣٩٤، ٢٣٩٥).
(٢) بالنسخ: "يحتمل أن". ولعلَّ المثبت صواب.
(٣) انظر: الصّحاح (٤/ ١٦٩٣).
(٤) انظر: الصّحاح (٤/ ١٦٩٣).
(٥) راجع: كوثَر المعاني الدَّرَارِي للشنقيطي (٤/ ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>