للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[. . .] (١) انظره في "أحْكَام القُرآن". (٢)

[الحديث الرابع]

[١٧٩]: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي الله عنهما -، قَالَ: "تَسَحَّرْنَا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قَامَ إلَى الصَّلاةِ". قَالَ أَنَسٌ: فقُلْت لِزَيْدٍ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحُورِ؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً (٣).

قوله: "تسَحّرنا مع رسُول الله صلى الله عليه وسلم": الجملة معْمُولة للقَول، والقَولُ قَائمٌ مقَام معْمُول مُتعَلّق حَرْف الجرّ.

و"مع": تقَدّم الكَلامُ عَليها في الحَديثِ الأوّل من "المسْح على الخفّين".

قوله: "ثُمّ قَام": عَطَف بـ "ثُمّ" المقتضية للمُهْلَة والترتيب. (٤) وتقَدّم الكَلامُ على "ثُمّ" في الثّاني من "باب الجنَابَة". وتقَدّم في الرّابع مِن "العيدين" ذكرُ تجرّدها عن المهْلَة.

قوله: "إلى الصّلاة": يتَعَلّق بـ "قَامَ". والمرَادُ "أنّه قَام إلى مَوْضِع الصّلاة"، ولو أراد "الصّلاة" لقَالَ: "ثُمّ قَامَ للصّلاة". وتقَدّم الكَلامُ على "إلى" في الثّامِن مِن أوّل الكتاب.


(١) بموضعها بالأصل فراغ بقدر كلمة. وسقط من (ب).
قال ابنُ العربي في "أحكام القُرآن" (٣/ ٤٣٨) بعدها: ". . . عاد إلى الفعل، وكان خبرًا عنه، فثبت بهذا أن اسم الفعول بفتح الفاء يكون بناء للمبالغة، ويكون خبرًا عن الآلة، وهذا الذي خطر ببال الحنفية، ولكن قصرت أشداقها عن لوكه".
(٢) انظر: أحكام القرآن (٣/ ٤٣٨).
(٣) رواه البخاري (١٩٢١) في الصوم، ومسلم (١٠٩٧) في الصيام.
(٤) انظر: مغني اللبيب (ص ١٦٠، ٧١٣)، توضيح المقاصد (٢/ ٩٩٨)، شرح الشذور لابن هشام (ص ٥٧٨)، شرح القطر (ص ٣٠٣)، شرح الأشموني (٢/ ٣٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>