للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إعراب الجملة الواقعة بعد المجرور باختلاف متعلّقه، فإن كان "جاء" كانت الجملة فاعلًا على الحكاية، وإن كان "رُوي" كان في محلّ مفعول لم يسمّ فاعله، وقد تكرّر التنبيه على ذلك.

قوله: "إلّا يدًا بيد": هذا الاستثناء كما تقدّم [مُفرغ] (١)، أي: "إلا متقابضين"، فـ "يدًا" حال باعتبار معناه.

قوله: "إلّا وزنًا بوزن": وهو مثل "يدًا بيد"، والمعنى: "إلّا متوازنين"، فالإعراب كالإعراب. ويحتمل أن يكون مصدرًا في محلّ الحال، أي: "إلَّا موزونًا بموزون". ويحتمل أن يكون التقدير: "إلا أن يُوزن وزنًا"، فيكون مصدرًا مؤكِّدًا دالًا على الفعل المحذوف، كما قالوا: "فُلان شرب الإبل"، أي: " [يشرب] (٢) شرب الإبل" (٣).

الحديث الثّالث:

[٢٧٤]: عَنْ أَبِي سَعِيدِ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ بِلالٌ إلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِتَمْرٍ بَرْنِيِّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ " قَالَ بِلالٌ: كَانَ عِنْدَنَا تَمَرٌ رَدِيءٌ، فَبِعْتُ مِنْهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ؛ لِيَطْعَمَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عِنْدَ هذا: "أَوَّهْ، عَيْنُ الرِّبَا، عَيْنُ الرِّبَا، لا تَفْعَلْ، وَلَكِنْ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ فَبِعْ التَّمْرَ بِبَيْعٍ آخَرَ، ثُمَّ اشْتَرِ بِهِ" (٤).

قوله: "جاء بلال": الجملة معمولة للقول، والقول في محلّ معمول متعلق حرف الجر. و"بتمر" متعلّق بـ "جاء". و"التمر": اسم جنس، واحدهُ: "تمرة" (٥).


(١) بالنسخ: "مفرغًا".
(٢) بالأصل: "اشرب". والمثبت من (ب) والمصدر.
(٣) انظر: المقتضب (٣/ ٢٣١)، إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث (ص ١٦٤).
(٤) رواه البخاري (٢٣١٢) في الوكالة، ومسلم (١٥٩٤) في المساقاة.
(٥) انظر: شرح الكافية الشافية (١/ ٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>