للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في التفضيل، بخلافها بغير "من".

قوله: "فمَن اتّقى الشبهات": "مَنْ" مبتدأ، شرطية.

و"اتَّقَى" أصله "اوتقى"؛ لأنه من "وقى"، "يقِي"، فقلبت "الواو" تاءً، وأُدغمت في "التاء" الأخرى، ولامه "ياء"؛ لأنه من "وقيت".

وجملة "استبرأ" جوابُ الشّرط، وفيه محذوف، أي: "استبرأ طاقته"، أي: "استفرغ". أو يكون "استبرأ" بمعنى: "احتاط"؛ فلا يكون فيه تقدير.

قوله: "وعرضه".

[[فائدة]

يقع "العِرْض" بمعنى "النفس"] (١)، يُقَال: "أكرَمتُ عنه عِرْضي"، أي: "صُنت عنه نفسي"، و"فلان نقيُّ العِرْض"، أي: "بريء من أن يُشتَم أو يُعاب". وقيل: "عِرْض الرجُلِ": "حَسَبُه"، و"العِرْضُ" أيضًا: "رائحة الجسد وغيره، طيِّبةً كانت أو خبيثة"، يُقال: "فلانٌ طيِّب العِرض"، و"منتن العِرض"، و"سِقَاءٌ خبيث العِرْض"، أي: "منتن" (٢).

قوله: "ومن وقع في الشبهات": مثله. تقدّم الكلام على "وقع" وما كان مثله -كـ "وَعَد"- في الحديث الرابع من "الإمامة". وهو [تشبيه] (٣).

والمعنى: "ومن لم يتّق الشبهات لابَسَها وهو لا يعلم"، فجعله كالواقع في هوة


(١) بعضه غير واضح بالأصل، وبعضه مقطوع. وسقط من (ب). وقد أكمل بحسب ما يبدو لي من الأصل، وبحسب المصادر.
(٢) انظر: الصحاح (٣/ ١٠٩١). وراجع: رياض الأفهام (٥/ ٣٩٤)، ولسان العرب (٧/ ١٧٠).
(٣) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "يشبهه".

<<  <  ج: ص:  >  >>