للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أكثرها" أو "أكثرهن سابق" جاز.

ومن ذلك قول ابن الحاجب في مُقدِّمته: "المرفُوعات: هو ما اشتمل على علم الفاعلية". (١)

و"أنْ" حرفُ نصب، "تُوفوا" منصوبٌ بها، وعلامة النصب حذف "النون".

و"وفَى" و"أوفى" بمعنى، يتعدّى [بالفاء] (٢). وأمّا "أوفيته" بمعنى "أعطيته": فليس من هذه المادّة. وجاء منها قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم: ٣٧]، ولم يذكُر مُتعلّقه؛ قالوا: ليتناول كُلّ ما يصلح له. (٣)

و"ما" هنا يحتمل أن تكُون موصُولة مُقدّرة بـ "الذي". ويحتمل أن تكُون نكرة موصُوفة مقدّرة بشرط، أي: "إنّ أحَقّ الشّروط أنْ تُوفوا به شَرطًا استحللتم به الفروج".

الحديث السّابع:

[٣٠٤]: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رضي اللَّه عنهما-: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- نَهَى عَنْ الشِّغَارِ" (٤). وَالشِّغَارُ: أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ ابْنَتَهُ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا الصَّدَاقُ.

قوله: "نهى عن الشِّغَار": جملة في محلّ خبر "أنّ"، و"عن الشّغار" يتعلّق به. وفاعل "نهى": ضمير "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-".

قوله: "والشّغار: أن يُزوّج": تفسير من "نافع".


(١) انظر: الكافية لابن الحاجب (ص ١٤).
(٢) بالنسخ: "بالباء". والمراد: التعدي بتضعيف "الفاء".
(٣) انظر: الكشاف (٤/ ٤٢٧)، أحكام القرآن لابن العربي (٢/ ٥)، اللباب لابن عادل (٢/ ٩ وما بعدها)، (٥/ ٥٨٩)، عقود الزبرجد (٢/ ٥٠٨ وما بعدها).
(٤) رواه البخاري (٥١١٢) في النكاح، ومسلم (١٤١٥) في النكاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>