للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِاسْم الله". وقيل: المراد: "فليذبح لله". وقيل: "لسُنَّة الله". وقيل: "بتسمية الله على ذبيحته". والأوّل عندي أظْهَر؛ لأنَّ القَولَ يُحذَف كثيرًا.

[الحدِيث الرّابع] (١):

[١٤٣]: عَنْ جَابِرٍ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْعِيدِ، فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، بِلا أَذَانٍ وَلا إقَامَةٍ، ثُمَّ قَامَ مُتكِّئًا عَلَى بِلالٍ، فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى، وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ، وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ، وَقَالَ: "تَصَدَّقْنَ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ حَطَبِ جَهَنَّمَ". فَقَامَتْ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ، سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ، فَقَالَتْ: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: "لأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ". قَالَ: فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ، يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلالٍ مِنْ أَقْرَاطِهِنَّ وَخَوَاتِيمِهِنَّ. (٢)

قوله: "يوم العَيد": ظرفُ زمان، مُقدّر بـ "في أي: "شهدت الصلاة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم"، فالمفعولُ محذوف. ويحتمل أن يكون "يوم" مفعول "شهدت ويكون التقدير: "حضرت يوم العيد". "فبدأ فيه بالصّلاة"، وتقدّم الكلام على "بدأ" في الحادي عشر من "باب صفة الصّلاة".

و"قبل": ظرف، العاملُ فيه: "بدأ ويحتمل أن تعمل فيه: "الصّلاة"، وتقدّم الكَلام على "قبل" في الحديث الرّابع من أوّل الكتاب، و"الخُطبة" بضَمّ "الخاء" تقدَّم في الرّابع من "صلاة الجمعة".

قوله: "بلا أذَان": "الباء" حرف جر، وهي "باء" الحال من ضمير "النبي - صلى الله عليه وسلم - أي: "مبتدئًا بلا أذان"، أو تتعلّق "الباء" بحال من "الصّلاة" إن كان العامل في "قبل": "الصّلاة". ولا يجوز إن كان العامل في "قبل": "بدأ"، للفَصل بين المصدر ومعموله بأجنبي.


(١) بياض بالأصل. وسقط من (ب).
(٢) رواه البخاري (٩٧٨) في العيدين، ومسلم (٨٨٥) في صلاة العيدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>