للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كِتَاب اللبَاس

الحدِيث الأَوّل:

[٣٩١]: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ، فَإِنهُ مَنْ لَبِسَهُ فِي الدُّنْيَا لم يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ" (١).

قوله: "قَالَ: قَالَ": الأولى في محلّ مفعول مرفُوع بالفعل المبني للمفعُول، والثّانية في محلّ نَصْب بها.

و"لا تلبسوا الحرِير": الفِعْلُ مجزُومٌ بالنّهي، وعَلامَةُ جَزْمه حَذْف "النّون". وتقَدّم الكَلامُ على "لا" النّاهية مَع غيرها في الحديث الثّاني من "الاستطابة".

قوله: "فإنّه": "الفَاء" فَاء السّبَبية، وتقَدّم ذِكْرها في السّادس مِن "الاستطابة".

قوله: "مَن لَبِسَه": "مَن" شرْطيّة، مُبتَدأ، والخبرُ في فِعْلها أو جَوَابها على الخِلاف المتقَدِّم (٢). و"الهاء" في "لبسه" تعُود على "الحرير". و "في الدّنيا" يتعَلّق بـ"لبسه". و"لم يَلبسه في الآخِرَة" جَوَابُ الشّرْط، و"يَلبسه" مجزومٌ بـ"لم". وتقَدّم ذِكْر "لم" في الحديث الثّالث مِن "باب المذي"، وفي الثّالث من "باب الجنابة".

و"الدُّنيا" تقَدَّم الكَلامُ عليها في الحدِيث الأوّل مِن الكتاب، وهي تأنيثُ "أَدْنَى"، ويرجع إلى "الدّنو" بمعنى "القُرْب"، و"الألِف" فيه للتأنيث. (٣)

وتُستَعْمَل تَارَة اسمًا، وتَارَة صِفَة. فإن كَانت صِفَة: فـ"اليَاء" بَدَلٌ من "واو"؛


(١) رواه البخاري (٥٨٣٤) في اللباس، ومسلم (٢٠٦٩) (١١) في اللباس والزينة.
(٢) انظر: إرشاد الساري (٩/ ٤٠١)، عقود الزبرجد (١/ ١٥٥)، مغني اللبيب (ص ٦٠٨، ٦٤٨)، شرح التسهيل (٤/ ٨٦)، همع الهوامع (٢/ ٥٥٤، ٥٦٦)، شمس العلوم (٩/ ٥٩٣٠).
(٣) انظر: البحر المحيط (١/ ٤٥٥)، إرشاد الساري (١٠/ ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>