للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله في الحديث: "عن عمرو بن العاص" قد تقدّم أنه يُروَى بإثبات "الياء" وحذفها، وهو المشهورُ عند المحَدّثين.

الحديث الرّابع

[٤]: " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: إذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ [مَاءَ] (١)، ثُمَّ ليَسْتَنثِرْ، وَمَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ أحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا فِي الإِنَاءِ ثَلاثًا، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ".

وَفي لَفْظٍ لِمُسْلِمِ: "فَلْيَسْتَنْشِقْ بِمِنْخَرَيْهِ مِنَ الْمَاءِ".

وَفي لَفْظٍ: "مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْشِقْ" (٢).

= تقدّم الكلام على متعلّق حرف الجر في الحديث الأوّل؛ فالتقدير: "روي عن أبي هريرة"، فيكون "أنّ رسول الله" في محلّ رفع مفعولًا لم يُسَم فاعله.

و"اللام" في "ليجعل" و"ليستنشق" لام الأمر. وإنما جُزمت لمشاركتها "لم" في دخولها على غير واجب، وهو ما لم يحصل، ويؤمر بها الغائب (٣).

وتأولوا قوله تعالى: "فبذلك فلتفرحُوا" (٤) على قراءة مَن قرأب بـ"التاء"، على أنّه أراد العُموم؛ فأتى بعَلامتي الغيبة والحضور ليعم الجميع؛ لأنّ المأمُور جماعة بعضهم


(١) سقط من النسخ.
(٢) رواه البخاري (١٦٢) في الوضوء، ومسلم (٢٧٨) في الطهارة، ولم يذكر البخاري التثليث.
(٣) انظر: اللامات للزجاجي (ص ٩٢)، وعلل النحو (ص ١٩٨)، نتائج الفكر (ص ١١١)، واللباب في علل البناء والإعراب (٢/ ٤٩)، والأصول في النحو (٢/ ٢١٩).
(٤) سورة [يونس: ٥٨]. وانظر في تخريج القراءة: البحر المحيط (٦/ ٧٦)، الكامل في القراءات والأربعين الزائدة عليها لليشكري (ص ٥٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>