للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فننحرف": "الفاء" سببية، و"عنها" يتعَلّق بـ "ننحرف". ويحتمل أن يكون الضمير في "عنها" يعود على "المراحيض"، ويحتمل العود على "الكعبة".

و"نستغفر الله" معطوفٌ على "ننحرف". أو في محلّ حال من الفَاعل، ويكون جملة ابتدائية، أي: "ونحن نستغفر الله لبانيها"، أو "نستغفر من استعمالها".

و"الخلاء": بالمد.

ومتى وقعت جملة الفعل المضَارع حَالًا جاءت بالضمير وحْده، فإن جاءت بـ "الواو" فهي اسمية لا فِعْلية على ما يأتي (١).

الحدِيث الثّالِث

[١٣]: عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-، قَالَ: "رَقِيْتُ يَوْمًا عَلَى بَيْتِ [حَفْصَةَ] (٢)، فَرَأَيْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقْضي حَاجَتَهُ مُسْتَقْبِلَ الشَّامَ مُسْتَدْبِرَ الْكَعْبَةَ" (٣).

قال صاحب "الصحاح": "رقيت" في السُّلَّمِ بالكسر "رَقْيًا" و"رُقِيًّا"، و"ارتقيت" مثله. و"المرْقَاة" بالفتح "الدّرَجة"، فمَن كسرها شبهها بالآلة التي يعمل بها، ومَن فتح قال: هذا موضع يُفْعَل فيه؛ فجعله مخالفًا بفتح "الميم" (٤)، انتهى.

قلت: فيكون في الحديث من "رقِي"، "يَرْقى". وأما من "الرقية": فـ "رَقَى"، "يرقِي".


(١) انظر: توضيح المقاصد والمسالك (٢/ ٧١٩)، ومُغني اللبيب (٧٨٩)، واللمحة (١/ ٣٩٢)، وشرح ابن عقيل (٢/ ٢٧٩)، وهمع الهوامع (٢/ ٣٢٠ وما بعدها)، وشرح التصريح (١/ ٦٠٩)، وجامع الدروس العربية (٣/ ١٠٥).
(٢) بالنسخ: "لحفصة".
(٣) رواه البخاري (١٤٨) في الوضوء، ومسلم رقم (٢٦٦) (٦٢) في الطهارة.
(٤) انظر: الصّحاح (٦/ ٢٣٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>