للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحديث السابع]

[٣٨٠]: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: "غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- سَبْعَ غَزَوَاتٍ، نَأْكُلُ الْجَرَادَ" (١).

قوله: "مع رسول اللَّه": يتعلق بـ "غزونا". والأكثرون على أنها ظرف زمان، وتقدم الكلام عليها في الحديث الأوّل من "المسح على الخفين".

و"سبع غزوات" مصدر؛ لأنه عدد المصدر. (٢)

يقال: "غزا يغزو غزوا" فهو "غاز". و"الغزوة": المرة من "الغزو"، والاسم "الغزاة". وجمع "الغازي": "غزاة" و"غُزًّى" و"غزيّ". (٣)

قال أبو البقاء: القياس: "غزاة"، كقاض و"قضاة"، ولكنه جاء على "فعل"، كشاهد و"شُهّد".

وقرئ "غُزَى" (٤) بتخفيف "الزاي" على حذف أحد المضعّفين تخفيفًا أو على حذف "التاء"، قاله ابن عطية، واعترض، فانظره في موضعه. (٥)

وجملة "نأكل الجراد" في محلّ الحال من فاعل "غزونا".

و"الجراد" معروف، الواحدة: "جرادة"، يقع على الذكر والأنثى. وليس الجراد بذكر للجرادة، إنما هو اسم جنس، كالبقرة والبقر، والتمرة والتمر، والحمام والحمامة، وما أشبه ذلك؛ فحقّ مذكّره أن لا يكُون مؤنّثه من لَفظه لئلا يلتبس الواحد المذكّر


(١) رواه البخاري (٥٤٩٥) في الذبائح والصيد، ومسلم (١٩٥٢) في الصيد والذبائح.
(٢) انظر: شرح التسهيل (٢/ ١٧٨).
(٣) انظر: النهاية لابن الأثير (٣/ ٣٦٦).
(٤) سورة [آل عمران: ١٥٦].
(٥) انظر: التبيان في إعراب القرآن (١/ ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>