للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"بَلَل أيديكم برءوسكم"؛ فـ "الرأسُ" على هذا ماسح. (١)

قولُه: "وظاهر كفّيه": معطوفٌ على "اليمين؛ فيكون مجرورًا. ويحتمل النصب بالعطف على "الشمال".

وأمَّا: "ووجهه": فهو منصوبٌ بالعطف على "الشمال"، أو على "ظاهر" إن كان منصوبًا. وَلَا يجوزُ فيه الجر، وإن كان "ظاهر" مجرورًا؛ لفساد المعنى. ويحتمل أن يكون: "ووجهه" مفعول معه، أي: "مع وجهه".

[الحديث الثالث]

[٤٠]: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "أُعْطيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنْ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا؛ فَأَيُّمَا رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَل، وَأُحِلَّتْ لِي [الْغَنَائِمُ] (٢)، وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ [خَاصَّةً] (٣)، وَبُعِثْتُ إلَى النَّاسِ عَامَّةً" (٤).

قولُه: "أعطيتُ خمسًا": أي: "خمس خِصَال"؛ ولذلك سَقَطَت العَلامة؛ لأنّ طريقة أسْماء العَدَد مُخَالفةٌ لطريقةِ غيرها، وذلك أنّك إِذَا عَددت مُذَكّرًا أنثتها، وإذا عَددت مُؤنثًا ذكّرتها (٥)، قال تعالى: {سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ}


(١) انظر: الوسيط في تفسير القرآن المجيد، للوا حدي] (٢/ ١٥٩)، تفسير القرطبي (٦/ ٨٨)، حاشية الصبان (٢/ ٣٣١).
(٢) كذا بالنسخ. وفي "العُمدة" (ص ٤٩): "المغانم".
(٣) سقط بالنسخ، و"العُمدة" (ط المعارف، ص ٤١). والمثبت من "البخاري" (٣٣٥، ٤٣٨) و"مسلم" (٥٢١/ ٣) و"العُمدة" (ط دار الثقافة، ص ٤٩).
(٤) رواه البخاري (٣٣٥) في التيمم، (٤٣٨) في الصلاة ومسلم (٥٢١) في المساجد.
(٥) نبّه السيوطي على دقيقة جليلة، وهو أنّ أسْماءَ العَدَد إنَّما يكُون تذكيرها بالتاء، وتأنيثها =

<<  <  ج: ص:  >  >>