للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعدم احترازه وتبصّره بالطريق المستقيم.

ثم مَثَّلَ ذلك -صلى اللَّه عليه وسلم- "كالراعي". يحتمل أن تكون "الكاف" خبر مبتدأ محذوف، أي: "فهو مثل الراعي"، أو تكون نعتًا لمصدر محذوف، أي: "وقع وقوعا مثل وقوع الراعي يرعَى حول الحمى".

ومتى جعلت "الكاف" اسمًا: كان ما اتصلت به في محل جرٍّ بالإضافة، وإن جعلتها حرف جرٍّ تعلّقت بفعل أو معناه، وكان ما بعدها مجرورًا بها.

وتأتي "الكاف" زائدة، كما قيل في قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: ١١] (١)، وقال الشاعر:

. . . . . . . . . . . ... وَصَالِياتٍ كَكَما يُؤَثْفَيْنْ (٢)

قوله: "يرعى": جملة في محل الحال من "الراعي".

وجمع "الراعي": "رعاة"، مثل: "قاض" و"قضاة"، و"رعيان" مثل: "شاب" و"شُبَّان"، و"رعاء" مثل: "جائع" و"جياع" (٣).

والعاملُ في الحال: معنى التشبيه.

و"حول الحمى"، تقدّم الكلام على "حول" في الحديث الثاني من "الاستسقاء". والعامل فيه: "يرعى".


(١) انظر: البحر المحيط (٩/ ٣٢٧).
(٢) عجز بيت من الرجز، وهو لخطام المجاشعي، والبيت بتمامه:
غَيرُ خِطامٍ ورَمادٍ كِنْفَيْنْ ... وصالِيات كَكَما يُؤَثْفَيْنْ
انظر: فصل المقال في شرح كتاب المثال (٩٧)، والجنى الداني (٧٩ - ٨١)، والمعجم المفصل (١٢/ ٢٢٠).
(٣) انظر: الصحاح (٦/ ٢٣/ ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>