للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"عرفتها" أولى بالعَدد الكثير، فلذلك يُقال: "الأجذاع انكسرنَ"، و"هن مُنكسرات"، و"عرفتهن"] (١)؛ لأنّ "الأجذاع" جمع قِلّة، ويُقال: "الجذوع انكسرت" و"هي منكسرة"، و"عرفتها"؛ لأنّ "الجذوع" جمع كثرة، هذا هو الأفصح، والعكسُ جائز.

وبالأفصَح جَاء قوله: "هُنّ لهن ولمن أتَى عليهم مِن غير أهْلهن"، ولو جَاء بغير الأفصَح لكَان: "هي. . . ولمن [أتى] (٢) عَليها مِن غَير أهْلها". (٣)

وبالأفْصَح أيضًا جَاءَ القرآن، أعْني قَول الله تعالى: {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم} [التوبة: ٣٦]، فقال: "منها"، في ضَمير "اثنا عشر"، و"فيهن" في ضَمير "أربعة". (٤)

وأمّا الضّمير في قوله: "لهن": فكَان حَقّه أن يكون هاءً وميمًا، فيقال: "هُن لهم"؛ لأنّ المراد: "أهل المواقيت"؛ فاللائقُ بهم ضمير جمع المذكّر، ولكنه أنّث باعتبار الفِرَق والزُّمَر والجماعات. (٥)

وسَببُ العُدول عن الظّاهر تحصيل التشاكُل للمُتجاورين، كما قيل في بعْض الأدْعية: "اللهُم رَبّ السّمَوَاتِ وَمَا أظْلَلْن، وَرَبّ الأَرضين وَمَا أَقْلَلْن، وَرَبّ الشَّيَاطِين وَمَا أَضْلَلْن" (٦)، واللائقُ بضَمير "الشّياطين" أنْ يكُون واوًا،


(١) سقط من النسخ. والمثبت من "شواهد التوضيح" (ص ١٣١).
(٢) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٣) انظر: شواهد التوضيح (ص ١٣١). وراجع: إرشاد الساري للقسطلاني (٣/ ١٠٠)، إحكام الأحكام (٢/ ٤٧)، عقود الزبرجد للسيوطي (٢/ ٢٨، ٢٩).
(٤) انظر: شواهد التوضيح (ص ١٣١، ١٣٢).
(٥) انظر: شواهد التوضيح (ص ١٣٢). وراجع: شرح النووي على صحيح مسلم (٨/ ٨٣)، إرشاد الساري (٣/ ١٠٠)، إحكام الأحكام (٢/ ٤٧، ٤٨).
(٦) صحيحٌ: رواه النسائي في "السنن الكبرى" (٨٧٧٥)، والحاكم في "المستدرك على =

<<  <  ج: ص:  >  >>