للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والعلّة في ذلك: أنّها مُركّبة مِن "ما" الشرطية و"مَا" الزائدة، كما قَال "الخليل" (١)، فتارة غلب عليها حُكْم "مَا" الأولى فتكُون اسمًا، وتارة حُكم الثانية فتكون حرفًا.

فإن قيل: يلزم ذلك "أينما" و"حيثما".

قُلنا: "الألِف" الأولى في "مهما" غُيرت لأجْل الثانية، حتى كأن "ما" الأولى ليست هذه، [وصارا] (٢) مُتلازمَين لا ينفَصلان بوَجْه، فمن ثَمّ جَازت مُراعَاة "مَا" الثّانية في الحرْفية، بخلاف "حيث" و"أين". (٣)

*****

قوله: "حتى أهْل مَكة": حَرْفُ ابتداء، و"أهْل" مُبتدأ، و"مَكّة" مُضَافٌ إليه.

قوله: "من مَكّة": يتعلّق بفِعل مُقَدّر، خبرًا عن المبتدأ، أي: "حتى أهل مَكّة يُهلّون من مَكّة" (٤). أو يُقَدّر: "حتى أهْل مكة ميقاتهم من مكّة"، فـ "ميقاتهم" مبتدأ، و"من مَكّة" خبره، والجملة خبر "أهْل".

وجاءت "حتى" هُنا على قَاعِدتها في كَوْن ما بعْدها وقَع عليه الحُكم الذي وقَع على ما قبلها، وفي كَون ما بعْدَها آخرًا لما قبلها وأقلّ منه في الكمية. وبهذا حَصَل الفَرْق بين "إلى" و"حتى"، فإنّ "إلى" تجر، ويجوز أن تكُون مِن جنْس ما قبلها ومِن غير جنسه، ولا يصح أنْ تكُون "حتى" الجارة - لوجُود الخبر - ولا عاطفة؛ لوقُوع


(١) انظر: الكتاب لسيبويه (٣/ ٥٩، ٦٠)، المقتضب (٢/ ٤٨)، شرح المفصل لابن يعيش (٤/ ٢٦٦)، أمالي ابن الشجري (٢/ ٥٧١)، اللباب في علل البناء والإعراب (٢/ ٥٣)، اللمحة (٢/ ٨٧٠).
(٢) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٣) انظر: الكتاب لسيبويه (٣/ ٥٩، ٦٠)، المقتضب للمبرد (٢/ ٤٨)، شرح المفصل لابن يعيش (٤/ ٢٦٦).
(٤) انظر: عمدة القاري للعيني (٩/ ١٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>