للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا يحذَف التنوين من الموصُوف.

وكذلك إن وقع "ابن" بين عَلَمين ولم يكُن وَصفًا لم يجز حَذْف التنوين، كقولك: "زيد بن عمرو"، فـ"زيد" مبتدأ، و"ابن عمرو" خبره.

ويكتب إذا وقع وصْفًا بين عَلَمين بغير "ألِف"؛ لأنك لما حذفت التنوين من الموصُوف لَفْظًا حَذفت "الألِف" من الصّفة خَطًا لتطابق الصّفة الموصوف في الحذف.

وعلّة حذف التنوين هنا هو علّة جَواز الاتباع في نحو: "يا زيد ابن عمرو". (١)

فتبيّن لك بذلك أنّ وجود التنوين في الموصوف بـ "ابن" في اللفظ وهمزة "ابن" في الخط متلازمان، فإذا سقط التنوين لَفظًا سقطت "الهمزة" خطًّا، وإذا ثبت التنوين لفظًا ثبتت "الهمزة" خَطًّا (٢).

وقد استثنى المحدِّثون من ذلك إذا نُسِب الابن إلى أمّه، كما ورد في "عبد الله ابن بحينة"، فإنّ "بحينة" أمّه، فيكتبون "ابن" بـ "الألِف" حتى يُعلَم أنّ النسبة إلى مُؤنّث.

ومنه: "عبد الله بن أُبي ابن سلول"، يكتبون "ابن سلول" بـ "الألِف"، ويُنوّنون "ابنًا".

ولذلك قالوا: إذا وَقَع "ابن" في أوّل السّطر تثبت "الألِف" (٣)، جعلوا افتراق


(١) انظر: الكتاب (٢/ ٤١٤)، شرح المفصل (١/ ٣٣٣ وما بعدها).
(٢) انظر: الصبان (٣/ ٢١٢) وما بعدها، وهمع الهوامع (٢/ ٥٥)، واللباب في علل البناء والإعراب (٢/ ٤٨٩)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٢٦١)، وشرح التصريح (٢/ ٢٢٠)، وشرح شافية ابن الحاجب للرضي (٣/ ٣٣١)، وشرح الكافية الشافية (١٣/ ٢٩٨)، والمطالع النصرية (ص ٣٤٢، ٣٥٤).
(٣) انظر: فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (٣/ ٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>