للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المُشْرِكِين" (١).

وأوْرَد بعضُهم سُؤَالًا، وقَالَ: فما بَاله لا يُبيّضه توحيد المؤْمِنين؟

وأجَابَ ابنُ قُتيبة، فقَالَ: لَو شَاءَ الله لكَان ذَلك. ثُمّ أمَا عَلِمْت أيّها السَّائل أنّ السّوادَ يَصبِغ. ولا يُصبَغ، والبياضُ يُصبَغ ولا يَصبِغ؟ ! (٢)

و"الأسْوَد" صِفَة للحَجَر، وهُو لا ينْصَرف للصِّفَة والوَزْن، وإذا دَخَلَه الألِف واللام انصَرَف (٣)، وقَد تقَدّم ذَلك.

قوله: "فقَبّلَه": معْطُوفٌ على "جَاءَ". و"القُبْلَة" مِن "التقبيل يُقَال: " [قبّله] (٤) تقْبيلًا". (٥)

قوله: "وقَالَ": معْطُوفٌ على "قَبّل".

قوله: "إنّي لأعْلَم أنّك حَجَرٌ": "إنّ" واسمها. و"إنّي" الأصْلُ فيها "إنّني"، حُذِفَت "النّون" الوسْطَى، لا "نُون" الوقَاية. (٦)

و"لأَعْلَم" الخبَر، و"اللامُ" الدّاخِلَة في خَبر "إنّ" تُسَمّى "المزحلقة"


(١) رواه أحمد (٢٧٩٦)، وابن خزيمة في صحيحه (٢٧٣٤)، من حديث ابن عباس. وصحّحه الشيخ الألباني في "الصحيحة" (٢٦١٨).
(٢) انظر: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة الدينوري (ص ٤١٥)، الإعلام لابن الملقن (٦/ ١٩٦).
(٣) راجع الكتاب (٣/ ٢٨٣)، شرح المفصل (٣/ ١٣٧)، اللمحة (٢/ ٩٠٩).
(٤) غير واضحة بالنسخ، وتظهر كأنها: "فيه"، أو: "منه". ولعل الأصوب المثبت.
(٥) انظر: الصّحاح (٥/ ١٧٩٥).
(٦) انظر: البحر المحيط (٩/ ٣٠٦)، إرشاد الساري للقسطلاني (٧/ ٢٦٣)، مشكلات موطأ مالك بن أنس لابن السيد البطليوسي (ص ٧٨)، اللباب في علل البناء والإعراب (١/ ٢١٨)، مغني اللبيب لابن هشام (ص ٤٥٠)، شرح المفصل (٢/ ٣٤٨)، أوضح المسالك (١/ ١١٧)، الهمع (١/ ٢٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>