للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به، أو بصِفَة لـ "شرك".

قوله: "وكَان نَاس [كَرهُوهَا] (١) ": "كَان" الناقِصَة، وخبرها مُقَدّر، أي: "وكَان مِن الصّحَابة نَاس"، "فكَرهُوهَا" جملة في محلّ حَال مِن "ناس". أو يكون "نَاس" اسم "كَان"، و"كرهوها" خبرها، على الخلاف في وقوع خبر "كان" مَاضيًا (٢).

وجَاء الاسمُ نَكِرة؛ لأنّه جنس، كقوله:

. . . . . . . . . . . ... يكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ (٣)

ويحتمل أنْ تكُون [للنّكرة] (٤) صِفَة مُقَدّرة، أي: "وكَان نَاس مِن الصّحَابة كَرهُوها"، كما في قَوله تعَالى: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} (٥) [آل عمران: ١٥٤]، قيل: التقدير: "وطَائِفَة مِن غيركم"، مثْل: "السّمْن مِنْوَان بدِرْهَم"، أي: "منوان منه


(١) بالنسخ: "كرهوا".
(٢) انظر: اللباب في علوم الكتاب لابن عادل (١٨/ ٢٥١)، البحر المحيط (١٠/ ٤٠)، شرح المفصل لابن يعيش (٤/ ٣٤٤).
(٣) عجز بيت من الوافر، وهو لحسّان بن ثابت. وصدر البيت: "كأَن سَبِيئَةً من بَيْتِ رَأْسِ"، ويُروى: "كأنّ سُلافةً". والشاهد: أنه جعل "مزاجها" وهو معرفة خبر "يكون"، و"عسل" اسمها وهي نكرة. ولقائل أن يقول: "يكون مزاجُها عسلٌ وماءُ"، فيجعل اسم "كان" ضمير "سلافة" أو "سبيئة"، و"مزاجها عسل" مبتدأ وخبر في موضع نصب بـ "كان"، وقد رُوي: "يكون مزاجُها عَسلًا وماءُ". انظر: البحر المحيط (٥/ ٣١٥)، علل النحو (ص ٢٥٢)، شواهد التوضيح (ص ٨٨)، شرح التسهيل (١/ ٣٥٦)، مغني اللبيب (ص ٥٩١، ٩١١، ٩١٢)، شرح المفصل (٤/ ٣٤١)، اللمحة (٢/ ٥٨٢ وما بعدها)، خزانة الأدب (٩/ ٢٢٤ وما بعدها، ٢٨١ وما بعدها)، الهمع (١/ ٤٣٥)، المعجم المفصل (١/ ٥١).
(٤) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٥) سقط بالنسخ: "قد".

<<  <  ج: ص:  >  >>