للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمَلُ المفتَتَحَة بالقَول إِذَا ترتّب بعضُها على بعْض في المعنى؛ فالأفْصَح أن لا يُؤتى فيها بحَرفٍ يُرَتِّب، اكتفاءً بالترتيب المعنوي. (١)

قال أَبُو حيّان: وقد جَاء في "الشُّعَراء" من ذلك عشرون مَوضعًا في قصة موسى -عليه السلام- بغير عَطْفٍ، إلَّا ثَلاثة جَاء منها اثثان جَوَابًا [وواحِدٌ] (٢) كالجَوَاب. ومثله في القُرآن كَثيرٌ. (٣)

إِذَا ثبَت ذَلك: فقَد جَاء: "قُلتُ" -ولم يقُل: "فقُلْتُ"- على الوَجْه الأفْصَح، وإنْ لم يتَعَدّد القَول. وفي بَعْض النُّسَخ: "فقُلْتُ" (٤) على الوَجْه الآخَر.

و"أنا عبد اللَّه" مُبتدأ وخَبر، في محلّ معْمُول القَول.

ولو قَالَ: "عبد اللَّه بن حُنَيْن" كَفى في الجوَاب عَن "أنا".

قولُه: "أرْسَلَني إليْك عَبدُ اللَّه بن عبّاس": تحتمل الجمْلَة أن تكُون خَبرًا بعْد الخبر، وتحتمل أنْ تكُون حِكَاية الحَال الماضية مُستأنَفَة، أي: "أنا أرسلني". وجملة "يَسْأَلُك" في محلّ الحَال مِن "عَبد الله"، بتقدير: "وهُو يسْأَلك"؛ لأنّ المضَارع إذَا لم تَصْحَبه "الوَاو" قُدِّر بجُمْلَة اسمية، ويكُون حَالًا مُقَدّرَة (٥).


(١) انظر: البحر المحيط (١/ ٢٤٠)، إرشَاد السّارِي (١/ ٣٣٥).
(٢) بالنسخ: "وَاحِدًا". والمثبت من "البحر المحيط".
(٣) انظر: البحر المحيط (١/ ٢٤٠).
(٤) كذا وَرَد في صحيح البخاري (١٨٤٠)، وصحيح مُسلم (١٢٠٥/ ٩١)، والعُمدة (ط الثقافة، ص ١٦٦).
(٥) انظر: البحر المحيط (٣/ ٤٦٥)، عُقود الزَّبرجَد (٢/ ٤٣٢، ٤٥٨)، الفصول المفيدة في الواو المزيدة (ص ١٥٥، ١٦٩، ١٧٠)، شرح التسهيل (٢/ ٣٥٩، ٣٦١)، شرح الأشموني (٢/ ٣٦)، شرح المفصل (٢/ ٢٤ وما بعدها، ٣٠)، توضيح المقاصد والمسالك (٢/ ٧١٩)، مُغني اللبيب (ص ٧٨٩)، اللمحة (١/ ٣٩٢، ٣٩٧ وما بعدها)، الجنى الداني (١٦٤)، شرح الكافية الشافية (١/ ٦٨)، شرح ابن عقيل =

<<  <  ج: ص:  >  >>