للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظّرف، والعَامِلُ فيه: "قَدِم". وجملة "قَدِم" معمُولَة للقَول.

و"أصْحَابه": مَرفُوعٌ، معطُوفٌ على "رَسُول اللَّه"، ويجُوز فيه النّصب على أنَّه مفعُولٌ مَعه.

قوله: "فأمَرَهُم أنْ يجعلوها عُمرة": تقَدّم الكَلامُ على "أمَر" في أوّل "باب السّواك". و"أنّ" في محلّ نَصب بـ "أمَرَ"، أو جَر، على الخِلاف. وعَلامَةُ النصب في " [يجعلوها] (١) حَذفُ "النون".

ويحتَمل أنْ تكُون "جَعَلَ" بمَعنى "صَيّر"؛ فتكُون "عُمْرَة" خَبرهَا. ويحتَمل أنْ تكون بمَعْنى "سَمّى أي: ("أمَرَهُم أنْ يُسَمّوهَا عُمْرَة". وقَد تقَدّم الكَلام على "جَعَلَ" في الرّابع مِن أوّل الكِتَاب.

قوله: "قَالُوا: يا رَسُولَ اللَّه، أيّ الحِلّ": أي: "قَالَ أصْحَابُه المحْرِمُون بالحَجّ. . . ". و"أيّ الحِلّ؟ " يجُوزُ فيه الرّفعُ على الابتِدَاء، والخبرُ محذُوفٌ، أيْ: "أيّ الحِلّ نُحِلّه".

ويكُون قَوله: "الحِلّ كُلّه" مُبتَدأ خَبره محْذُوفٌ، أي: "الحِلّ كُلّه أَحِلُوا"، ويكون "كُلّه" تأكيدًا للحِلّ. أو تُقَدّر له مُبتدأً، أي: "هُو الحلُّ كُلّه". ويجوزُ النّصبُ، أي: "أحِلّوا الحِلّ كُلّه".

ويجوز أيضًا على المصدَر، أي: "أيّ الحِلّ نُحِلّ؟ "؛ لأنّ "أيًّا" إِذَا أضيفت إِلَى المصْدَر انتصبت [انتصابه] (٢)، فأعربت مَصْدرًا، وكذلك إِذَا أُضيفت إِلَى مَكَان كانت مَكانًا، أو إِلَى زَمَان كَانت زَمَانًا (٣).


(١) بالنسخ: "يجعلونها".
(٢) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "النهاية".
(٣) انظر: ضياء السالك (٤/ ٤٦)، جامع الدروس العربية (٢/ ٢٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>