للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "بخَرْصِها": "الباء" في "بخرصها" باء المقَابلة (١)، والمراد: "أن يبيعها بقدْر خرصها"، أو "كيل خرصها".

[قوله] (٢): "ولمسلم": يحتمل أن يتعلّق بفعل محذوف، أي: "وجاء لمسلم"؛ فيكون "بخرصها" فاعِل على الحكاية، وإن قَدَّرتَ "رُوي" فيكون مفعولًا لما لم يُسمَّ فاعله، على الحكاية أيضًا.

ولك أن تجعل الجمْلة من "بخرصها تمرًا. . . إلى آخره" مبتدأ، والخبر متعلّق المجرور على الحكاية، أي: "ولفظ كذا لمسلم"، أي: "كائن لمسلم"، فيكون الإسناد إلى اللفظ، لا إلى المدلول.

وحرفُ الجر في "بخرصها" يتعلّق بمحْذوف، أي: "رخَّص لصاحب العرية أن يبيعها بخرصها تمرًا يأكلونها رُطبًا"؛ فهو من تمام الكلام، إلا أنّه أفرد ما انفرد به مُسلم، وجمع ما اجتمع عليه البخاري ومُسلم، فالمجرور في المعنى متعلّقٌ بـ "يبيعها"، إلا أنّه بالقطع انتقل إعراب جملته من معنى الوضع إلى معنى الحكاية.

و"بخرصها" مصدَر مُضَاف إلى المفعول.

قوله: "يأكلونها": ضميرُ الفاعل في "يأكُلونها" يعُود على جنس المعرين لها؛ لأنهم الذين يُباح لهم ذلك عند مالك (٣) -رضي اللَّه عنه-، أو على جنس المشترين، وإن لم يتقدّم لهم ذكْر؛ فالكلام يدلّ عليهم. والضّمير المنصوب يعود على العريّة المتقدّم ذكرها.


= ١٦٣)، أمالي ابن الحاجب (٢/ ٧١٢ وما بعدها)، شرح الشذور لابن هشام (ص ٤٥٦، ٤٧٧، ٤٨٥)، شرح ابن عقيل (٢/ ١٢٤ وما بعدها)، شرح التصريح (١/ ٣٧٧ وما بعدها)، الهمع (١/ ٥٤٩)، (٣/ ١٣ وما بعدها، ٥٢)، جامع الدروس العربية (٣/ ١٩٣ وما بعدها).
(١) انظر: مغني اللبيب (ص/ ١٤١).
(٢) بياض بالأصل. والمثبت من (ب).
(٣) انظر: رياض الأفهام (٤/ ٢٩٧)، الكافي لابن عبد البر (٢/ ٦٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>