للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَعروه"، إذا "قصده". ويحتمل أن تكون "فعيلة" بمعنى "فاعلة"، من "عريَ يَعْرَى"، إذا "خلع ثوبَه"، كأنها عَرِيَت من جملة التحريم، فـ "عريت أي: "خرجَتْ" (١).

قوله: "في خمسةِ أَوْسُقٍ": بدَل من "العرايا"، ولا يتعلّق بـ "رخَّص"؛ لأنّ حَرفي جرٍّ لمعنًى لا يتعلّقان بعامل واحد (٢). ويَحتمِل أن يتعلّق "في خمسة" بحال من "العرايا أي: "كائنة في خمسة".

قوله: "أو دون خمسةِ أَوْسُقٍ": وتقدّم الكَلام على "الوَسْقِ وهو: ستون صاعًا، وهو ثلثمائة وعشرون رطلًا عند أهْل الحجاز، وأربعمائة وثمانون رطلًا عند أهل العراق، على اختلافهم في مقدار الصّاع والمُدُّ.

والأصلُ في "الوَسْقِ": "الحِمْل"، و"كلُّ شيءٍ وَسَقْته" فقد "حملته". و"الوَسْقُ" أيضًا: "ضمُّ الشيء إلى الشيء ومنه في الحديث: "اسْتَوسِقُوا كَمَا يُسْتَوْسَقُ جُرْبُ الْغَنَمِ" (٣)، أي: "استجمعوا" (٤).

وأُثبتت "التاء" في "خمسة"؛ لأنّه عَدَد مُذكّر.

قوله: "أو دون خمسةِ أَوْسُقٍ": التقدير: "أو في دون خمسة أوسق". تقدّم الكلام على "دون" في الحديث الثالث من "الكسوف". و"أو" هنا للشك، والظّاهر أن الشّك من الرّاوي، ويدلّ على ذلك اختلافهم في "الخمسة" إذ لو لم يكن شكّ لما كان في "الخمسة" خِلاف (٥).


(١) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٢٢٥).
(٢) راجع: إرشاد الساري (٢/ ٢٨٧).
(٣) رواه الواقدي في كتاب "المغازي" (١/ ٢٦٠)، من حديث كعب بن مالك يوم غزوة أحُد، والخطابي في كتاب "غريب الحديث" (١/ ١١٢).
(٤) انظر: النهاية لابن الأثير (٥/ ١٨٥).
(٥) انظر: فتح الباري لابن حجر (٤/ ٣٨٨)، إرشاد الساري للقسطلاني (٤/ ٨٤)، رياض الأفهام (٤/ ٣٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>