للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن دخَلا على الزّمان الحاضر لزمتهما الحرْفية، وكذلك إن دخَلت على "كم"، نحو: "مُذ كم سرت؟ ".

وإن دخَلا على جملة اسمية أو على جملة فعلية لزمتها الاسمية، نحو: "مذ قام زيد"، و"مذ زيد قائم".

وما عَدا ذلك: فالأكثر في "مُذ" أن تكُون اسمًا، والأكثر في "مُنذ" أن تكُون حرفًا، فمتى كانت إحداهما اسمًا رفعت ما بعدها، ومتى كانت حرفًا خفضت ما بعدها، نحو: "مذ يومان"، و"مذ يومين".

فإذا رفعت "اليومان" جاز لك في إعرابه وجْهان، أحدهما: الابتداء والخبر في الظرف. والثاني: أن يكون الخبر الاسم، والمبتدأ "مذ".

فإذا قُلت: "مذ يومان"، معناه: "أمَدُ ذلك يومان".

وإذا قُلت: "مذ يوم الجمعة"، فمعناه: "أوّل ذلك يوم الجمعة" (١).

إذا ثبت ذلك: فـ "مُذ" هنا وقع بعدها جملة فعلية، فتعيَّن فيها الاسمية، والتقدير: "مُذ زمن سماعي"، فهو مُضاف لزمن محذُوف، والعاملُ فيها: "مرّت". أو تكون صفة لـ "ليلة"؛ فيعمل فيه: "كائن" أو "مُستقر"، كالظروف المتعلّقة بالأفعال.

وتقدّم الكلام على "سمع" في الحديث الأوّل من الكتاب، وأن جملة "يقول" في محلّ المفعول الثاني عند الفارسي ومَن وافقه، أو في محلّ حال عند ابن مالك ومَن وافقه (٢).


(١) انظر: انظر: اللمع في العربية (ص ٧٥، ٧٦)، ومغني اللبيب (ص ٤٤١، ٤٤٢)، والجنى الداني (ص ٣٠٤)، وشرح المفصل (٣/ ١١٧، ١١٨)، وشرح الكافية الشافية (٢/ ٧٨٩)، وأوضح المسالك (٣/ ٥٣، وما بعدها)، والهمع (٢/ ٢٢٥)، والنحو الوافي (٢/ ٥٦١).
(٢) انظر: البحر المحيط لأبي حيان (٣/ ٤٧٢، ٤٧٣)، (٧/ ٤٤٦، ٤٤٧)، (٨/ ١٦٣)، إرشاد السّاري (٨/ ١٨٨)، (٩/ ٤٠١)، (١٠/ ١٥)، الإعلام لابن الملقن (١/ ١٦٥، ١٦٦)، شَرْح التسهيل (٢/ ٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>