للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختار ابن مالك وغيره أن يكُون الواقع بعد "لو" إذا كان "أنَّ" واسمها أنّه في موضع رفْع بالابتداء، ولا حَاجَة إلى ذِكْر خبره؛ لأنّ الكَلام لما اشتمل على مُسند ومُسند إليه لم يحتج إلى الخبر (١).

و"الغَضُّ": "النَّقص" (٢)، ولكن المعنى هنا: "انتقلوا من الثلُث إلى الربُع"، فالفعل مُضمَّن هذا المعنى، ويكون التقدير: "لو أنّ الناس غضّوا من الثلث وانتقلوا إلى الرّبع"، فيتعلّق "إلى الرّبع" بـ "انتقلوا" المقدّر، ويتعلّق "من الثلث" بـ "غضّوا"، والمعنى يدلّ على هذا التقدير، وآخر الحديث يُفسّره أيضًا.

قوله: "فإنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-": "الفاء" فاء السببية؛ لأنّ المعنى: "بسبب أنّ رسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".

"قال: الثّلث، والثّلث كثير": هذا يجري على الإعراب المتقدّم، إمّا مرفوع على الفاعلية، أي: "يكفي الثّلث" أو "الثّلث يكفي"، أو يكُون منصوبًا بتقدير: "أخرج الثّلث"، وما بعد القول مفعُول به على الحكاية.

* * *


(١) انظر: الجنى الداني (٢٧٩، ٢٨٠)، وشرح ابن عقيل (٤/ ٤٩)، وشرح المفصل (١/ ٢٢٠)، والمدارس النحوية (٧٤).
(٢) انظر: مطالع الأنوار (٥/ ١٦١)، والصحاح (٣/ ١٠٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>