للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ليس من رجُل": معمولة للقول، و"من رجل" اسم "ليس"، و"مِن" فيه زائدة؛ لأنها وقعت بعد نفي، وجملة "ادَّعى" في محلّ صفة لـ "رجل"، و"لِغَيْرِ" يتعلق بـ "ادَّعى"، و"أبيه" مضاف إليه، و"إلا" إيجاب للنفي، و"كَفَرَ" جملة في محل خبر "ليس"، فيكون الاستئناء مُفرغًا، وتقدّم الكلام على ["غير"] (١) في الحديث الأوّل من "باب استقبال القبلة".

وجملة "وهو يعلمه" في محل الحال من ضمير "ادَّعى"، والتقدير: "من ادَّعى نسبًا". والضمير في "هو" للمدعِي. والضّمير في "يعلمه" يعود على "أبيه".

قوله: "ومن ادَّعى ما ليس له": "ما" هنا نكرة موصوفة، وهذا المحل بها أقعد من الموصولة، وعلى هذا تكون جملة "ليس له" في محل صفة لـ "ما"، والضمير في "له" يعود على المدعِي. وفي تقديرها موصولة بمعنى "الذي" بُعد؛ لأنّ الموصولة تقتضي الخصوص والعهد، وليس هو المراد هنا، ألا ترى أنهم قالوا في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} [البقرة: ٤] أنّ "ما" فيه موصولة، ولا يصحّ أن تكون موصوفة؛ لأنهم لا يكونون مُؤمنين بإيمانهم [بشيء] (٢) من القرآن حتى يؤمنوا به كُله؛ لأنّ الشيء يقع على القليل والكثير (٣).

و"مَنْ" هنا شرطية، ومحلُّها رفع بالابتداء، والخبر في فعلها أو في جوابها على الخلاف المتقدّم في العاشر من أوّل الكتاب، وفي الرّابع منه.

وتجب "الفاء" هنا في الجواب؛ لأنّ "ليس" من الأفعال التي لا تتصرف، و"الفاء" واجبة فيها، وهي: "ليس"، و"عسى"، وفِعلا التعجب، و"حبذا"، و"نعم"،


(١) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٢) غير واضحة بالأصل، وفي (ب): "لشيء". والمثبت هو ما يستقيم به المعنى، كما دل عليه ما جاء في "التبيان في إعراب القرآن" (١/ ١٩). واللَّه أعلم.
(٣) انظر: التبيان في إعراب القرآن (١/ ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>