للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بـ "دعا"، لأنه بمعنى: "رماه بالكفر"، "أو قال: عدوَّ اللَّه" معطوفٌ عليه، و ["عَدُوَّ"] (١) منصوبٌ، أي: "قال: يا عدوَّ اللَّه"، ويحتمل الرفع "أو قال: هو عدوُّ اللَّه".

قوله: "وليس كذلك": اسم "ليس" ضمير يعود على "المدعوِّ"، و"كذلك" في محل خبرها، أي: "وليس المدعوُّ كائنا كذلك". ويحتمل أن تكون "الكاف" خبر "ليس"، و"ذلك" مُضافٌ إليه، وفيه بُعد، والأوّل أشَدّ معنى.

قوله: "إلا حَار عليه": الكلام فيه اقتضاب يُفسّره السياق، والمعنى: "من دعا رجلًا بالكفر أو قال عَدو اللَّه وكان كذلك فلا شيء عليه، وإن كان ليس كذلك حار عليه".

ولأجْل ما في "ليس" من معنى النفي سَاغ دخُول "إلا" بين "مَن" وجوابها.

فقوله: "حار عليه" جوابُ "مَن" الشّرطية، ولولا "ليس" لم يصحّ دخول "إلّا"؛ لأن الشرط واجب، والتفريغ لا يكون في الواجب، لو [قلت] (٢): "ضربتُ إلا زيدًا"، و"قمتُ إلا ضاحكًا" لم يصح.

والاستثناء المفرَّغ إنما يكون في النفي أو في النهي أو المؤول بهما (٣)، فإن جاء ما ظاهره خلاف ذلك قُدِّرَ عُموم قبل "إلّا" حتى يصِحَّ الاستثناء من ذلك العموم، فلا يكون مفرَّغا، كما قالوا في قوله تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ} [الأنفال: ١٦] انتصب "متحرفًا" على الحال من ضمير "يُوَلِّهِمْ" المستكنّ العَائد على "مَنْ"، وفي الحقيقة هو استثناء من حال محذُوفة، أي: "ومن يُولهم [مُلتبسًا] (٤) بأيّ


(١) بالنسخ: "دعا".
(٢) سقط من النسخ. والمثبت من المصدر. وانظر: البحر المحيط (٥/ ٢٩٣).
(٣) انظر: شرح التسهيل (٢/ ٢٦٩، ٢٧٠)، وشرح الكافية الشافية (٢/ ٧٠٨).
(٤) كذا بالنسخ وبالمصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>