للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرضعتُكما".

قوله: "فاعرض عني": معطوفٌ على "فذكرت".

"قال: فتنحيت، فذكرت": معطوف عليه، و"ذلك" مفعول به. والضمير في "له" يعود على "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-".

قوله: "فقال" أي: "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-": " [كيف] (١) وقد زعمت؟ ": "كيف" هنا في محل نصب بفعل مقدّر، أي: "وكيف يصنع وقد زعمت"، أو تكون خبر "كان" مُقدّرة، أي: "كيف يكون بقاؤك معها وقد زعمت؟ ". ويحتمل أن تكون في محلّ نصب على المصدر، أي: "أيَّ فعل تفعل وقد زعمت؟ ".

و"زعمت" هنا من أفعال القلوب التي تتعدّى إلى مفعولين، و"الواو" واو الاستئناف، والجملة لا محلّ لها، وإن قدّرت: "كيف يُترك قولهُا وقد قالت"، احتملت الحال من ضمير المرأة السوداء.

قوله: "أنْ قد أرضعتكما": "أنْ" المخففة من الثقيلة سدّت مسد مفعولي "زعم"، ودخلت "قد" بينها وبين الفعل لأنه شرطها لتكون علامة عليها، ويكون ذلك بـ "السين" أو بـ "سوف" أو "قد" أو بـ "لو"، أو يكون الفعل فيه معنى الدّعاء (٢)، وقد تقدّم الكلام عليها في السّادس من "الصوم"، وفي الثّاني من "باب تسوية الصفوف".

ويحتمل أن تكون "زعمت" هنا بمعنى "قالت"، وتكون "أنْ" مفسّرة؛ لأنه تقدّمها معنى قول.

ومصدرُ "زَعَم": "زعمًا"، يجوز فيه الضمّ والفتح والكسر (٣)، وقيل: الضمّ


(١) بالنسخ: "وكيف".
(٢) انظر: شرح المفصل (٤/ ٥٥٠، وما بعدها)، والأصول في النحو (١/ ٢٣٩، ٢٤٠).
(٣) انظر: لسان العرب (١٢/ ٢٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>