للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي خبر "لكن" (١)، نحو قوله:

. . . . . . . . . . . . ... ولكنّني مِن حُبّها لَعَمِيدُ (٢)

وقيل بزيادتها في المفعول في قوله تعالى: {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} [الحج: ١٣]. وقيل: هي "لام" الابتداء. (٣)

وهذا التخريج وإن لم يكن مَقيسًا فهو يدور على صحّة الرواية؛ فإن رُوي: "يلتقط" بفتح "الياء" صحّ، وإلا فلا ضرورة تدعو إليه.

قال الجوهري: يُقال: "نشدته" إذا ["شَهره" و"سَمّع به"] (٤). و"نشدت الضالة" أنشدها نشدة ونشدانًا، أي: "طلبتُها". و"أنشَدْتها" إذا "عرّفتها". (٥)

قوله: "ومَن قُتل له قتيل": "مَن" شرطية. و"قتيل" مفعول لم يُسم فاعله لـ "قُتل"، وهو "فعيل" بمعنى "مفعول"، يُسمّى بما آل إليه حَاله (٦). وهو في الأصْل صفة لمحذُوفٍ، أي: "لولي قتيل". ويحتمل أن يتضمّن "قُتل" معنى "وُجد"، أي: "مَن وُجد له قتيل". ولا يصحّ هذا التقدير في قوله -عليه السلام-: "مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ" (٧)، ويصحّ التقدير الأوّل، كما سُمّي "العصير" خمرًا (٨).


(١) انظر: شرح التسهيل (٢/ ٢٩)، خزانة الأدب (١/ ١٦).
(٢) عجز بيت من الطويل، وهو بلا نسبة. وصدره: "يلومونني في حب ليلي عواذلي". انظر: خزانة الأدب (١/ ١٦)، (١٠/ ٣٦١)، المعجم المفصل (٢/ ٣١٦).
(٣) انظر: البحر المحيط (٧/ ٤٩١)، مغني اللبيب (ص ٣٠٨).
(٤) هذا سهو من المصنف، تابع فيه صاحب "رياض الأفهام" (٥/ ١٦٠). لكن الصّواب في "الصحاح" (٢/ ٥٤٣): "ويُقال: نَدَّدَ به، أي شهره وسمَّع به. [نشد] نَشَدْتُ الضالَّة. . . ".
(٥) انظر: الصحاح (٢/ ٥٤٣، ٧٠٥).
(٦) انظر: شرح الزرقاني على الموطأ (٣/ ٣٢)، إرشاد الساري (١٠/ ٥١)، شرح التسهيل (٣/ ٨٨)، شرح المفصل (٣/ ٢٩٣).
(٧) متفقٌ عليه: البخاري (٣١٤٢)، ومسلم (٢/ ١٧٥١)، من حديث أبي قتادة.
(٨) انظر: إرشاد الساري (١٠/ ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>