ويحتمل أن يتعلق "في شأن" بحال، أي:"ما تجدون في التوراة تتلونه في شأن الرجم؟ "، أي:"تالين له"، فيكون حالا من فاعل "تجدونه".
قوله:"فقالوا: نفضحهم ويجلدون": أي: "نجد أن نفضحهم ويجلدون"، فيكون "نفضحهم" معمول على الحكاية لـ "نجد" المقدّر، أي: ادّعوا أنّ ذلك في التوراة على زعمهم، وهم كاذبون. ويحتمل أن يكون ذلك مما فسّروا به التوراة، ويكون مقطوعًا عن الجواب، أي:"الحكم عندنا أن نفضحهم ويجلدون"، فيكون خبر مبتدأ محذوف بتقدير "أن".
قوله:"قال عبد اللَّه بن سلام: كذبتم، إنّ فيها آية الرجم": جملة "كذبتم" معمولة للقول، وكسرت "إن" لأنها بعد القول.
و"فيها" يتعلق بخبر "إن"، و"آية" اسمها.
قوله:"فأتوا بالتوراة، فنشروها": هذا معطوفٌ على محذوف، أي:"نشروا صحفها". "فوضع أحدهم يده على آية الرجم".
و"أتوا" أصله: "أتيوا" تحركت "الياء" وانفتح ما قبلها؛ فقلبت ألِفًا، ثم حذفت لسكونها وسكون "الواو". (١)
و"التوراة" اسم عبراني، وفي اشتقاقها قولان، أحدهما: أنه من "وَرَى الزند"
(١) انظر: تفسير ابن عطية (١/ ١٠٩)، اللباب في علوم الكتاب (١/ ٤٣٣)، الدر المصون (١/ ٣٢٦)، التبيان في إعراب القرآن (١/ ٥٨). وراجع: اللباب في علل البناء والإعراب (٢/ ٣٨٩)، أسرار العربية (ص ٢٥٥)، شرح المفصل (٥/ ٢٠٢، ٢٩٢، ٤٣٣)، الأصول لابن السراج (٣/ ٢٩٧)، الممتع الكبير في التصريف (ص ٣٢٦ وما بعدها)، شرح الشافية للرضي (٣/ ١٨٠)، شرح التصريف (ص ٢٨٦، ٢٨٧، ٤٣٥)، شرح ابن عقيل (٤/ ٢١٨، ٣٠٠)، شرح التصريح (٢/ ٣٠٩)، الصبان (٣/ ٣٠٤)، لسان العرب (١/ ٥١، ٢٤٥)، تاج العروس (١/ ١٨٣ وما بعدها)، المحكم والمحيط الأعظم (٧/ ٥٧٤)، كتاب الأفعال لابن القطاع (١/ ١٨٢).