للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها الزمخشري، كما لم يتنبه لآية لقمان، ولا ابن الحاجب وإلا لما منع من ذلك، ولا ابن مالك وإلا لما استدلّ بالشّعر، وهي قوله تعالى: {يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ} [الأحزاب: ٢٠] (١).

قلت: وفي هذا الاستدراك على ابن مالك والزّمخشري وابن الحاجب نظر؛ لأنّ "لو" هنا وقعت بعد "ود"، فتعين أن تكون المصدرية بمعنى "أن" الناصبة للفعل، وليست التي يمتنع بها الشّيء لامتناع غيره. (٢)

قال أبو البقاء: ويدلّ على أنّ "لو" هذه غير الشرطية شيئان، أحدهما: أن هذه يلزمها المستقبل، والأخرى معناها في الماضي.

والثاني: أنّ "ود" يتعدّى إلى مفعول واحد، وليس مما يعلّق عن العمل، فمن هنا لزم أن يكُون "لو" بمعنى "أن". (٣)

قلت: فإذا كانت "لو" بمعنى "أن"، فليس هي التي فيها كلام ابن مالك ولا ابن الحاجب.

وقد جَاء الخبر فعلا واسمًا مُشتقا في بيت كعب:

أكرِمْ بِهَا خُلّةً، لو أَنّها صَدَقَتْ ... مَوْعُودَها أو لو انّ النصْحَ مَقْبُول (٤)

فـ "مقبول" خبر "أن"، وهو محلّ الشّاهد، إلا أن تكُون "لو" للنفي. والأَوْلى أنها الشّرطية. (٥) ولي على هذا البيت كلام انظره في شرحي للقصيدة (٦) وإعرابي لها.


(١) انظر: مغني اللبيب (٣٥٧).
(٢) راجع: خزانة الأدب (١١/ ٣٠٤، ٣٠٥).
(٣) انظر: التبيان في إعراب القرآن (١/ ٩٦).
(٤) البيتُ من البسيط، وهو لكعب بن زهير. انظر: خزانة الأدب للبغدادي (١١/ ٣٠٨)، المعجم المفصل في شواهد العربية (٦/ ٢٩٤).
(٥) انظر: خزانة الأدب (١١/ ٣٠٨، ٣٠٩).
(٦) أي: شرح قصيدة بانت سعاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>