للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الحِرْم" بكسر "الحاء"، وقُرِئ: "وحِرْمٌ عَلَى قَرْيَةٍ" (١). (٢)

قوله: "حافيةً": منصوب على الحال من فاعل "تمشي".

وجملة "فأمرتني" معطوفة على "نَذَرَتْ"، ولا يجوز أن يكون معطوفا على "تمشي"؛ لأنّ التقدير يصير: "نَذَرَتْ أنْ تَأْمرني"، وهذا عند من يقول باشتراك المعطوف والمعطوف عليه في عامل واحد.

وأما مَن يقول: إنّ المعطوف إذا لم يصلح أن يكون متعلقًا بعامل المعطوف عليه قُدِّرَ له عاملٌ له حتى يتضح معنى المسألة (٣)، على قولهم فيكون التقدير: "فنذرتْ أنْ تمشي، ورَأَتْ أنْ تأمرني".

قوله: " [أن] (٤) أستفتيَ" أيْ: "بأن أستفتي"، وحذف "الباء" هنا قوي؛ لأن الفعل من الأفعال التي تتعدى بالباء تارة وبنفسها تارة، ومحل "أنْ" مع الفعل إمَّا جرٌّ أو نصبٌ على الخلاف المتقدّم بين سيبويه والخليل (٥).

قوله: "أستفتي": يقال: "استفتيتُ الفقيه في مسألة" و"أفتاني"، والاسم: "الفُتْيَا" و"الفَتْوَى"، و ["تَفَاتَوْا] (٦) إلى الفقيه"، . . . . . .


(١) سورة [الأنبياء: ٩٥]. وقد قرأ الجمهور: "وَحَرَامٌ"، وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وطلحة والأعمش وأبو حنيفة وأبو عمرو في رواية: "وَحِرْمٌ" بكسر الحاء وسكون الراء. وقرأ عكرمة: "وَحرِمٌ" بكسر الراء والتنوين. انظر: البحر المحيط (٧/ ٤٦٥)، تفسير القرطبي (١١/ ٣٤٠)، والهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر (٣/ ٩٥، ٦٠).
(٢) انظر: الصحاح (٥/ ١٨٩٥).
(٣) انظر: النحو الوافي (٣/ ٦٥٥، ٦٥٦).
(٤) بالنسخ: "وأن".
(٥) انظر: شرح التصريح (١/ ٤٦٩)، وشرح الكافية الشافية (٢/ ٦٣٤).
(٦) بالأصل: "تفاوتوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>