للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "شبيه بالموالي": صفة أخرى. وحرف الجر يتعلّق بـ"شبيه".

قوله: "فقال": فاعله ضمير "أبي موسى"، "هلم" أي: "إلى الأكل".

وفي "هلم" لغتان، إحداهما: للحجازيين، أنها لا تلحقها الضمائر، بل تكون على صيغة واحدة للمفرد والمثنى والمجموع والمذكّر والمؤنث، وعلى هذه اللغة يكون اسم فعل، وبنيت لوقوعها موقع الأمر.

الثانية: للتميميين، أنها تلحقها الضمائر على حدّ لحوقها بالأفعال، وهي عندهم فعل لا يتصرف.

والتزمت العَرب فتح ميمها في اللغة الحجازية.

ومذهب البصريين أنها مركّبة من "ها" التي للتنبية، ومن "ألمم" أي "أقصد"، فأدغمت "الميم" في "الميم"، وتحركت "اللام"، فاستغنى عن "همزة" الوصل، فبقيت "هالم"، ثم حذفت ألف "ها" التي للتنبيه اعتبارًا لسكون "اللام" في الأصل.

ومذهب الفراء أنها مركّبة من "هل" و"أم"، فنقلت حركة "الهمزة" إلى لام "هل"، وحذفت الهمزة، فبقي "هلم".

وتقول للمؤنثات: "هلممن". وحكى الفراء: "هَلُمِّينَ"، وهذا على اللغة التميمية.

وتكون لازمة بمعنى "أقبل"، ومتعدّية بمعنى "أحضروا". وجاءت في القرآن على اللغة الحجازية، ومتعدّية، قال تعالى: {هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ} [الأنعام: ١٥٠]. (١)


= العروس (٢٤/ ٢١، ٢٢)، المغرب (ص ٥١٩)، النحو المصفى (ص ٤٧).
(١) انظر في الكلام على "هلم": البحر المحيط (٤/ ٦٦٥)، (٨/ ٤٦٣)، اللباب في علوم الكتاب (٨/ ٥٠٢ وما بعدها)، عقود الزبرجد (١/ ٢٧٨ وما بعدها)، اللباب في علل البناء =

<<  <  ج: ص:  >  >>