للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من استنانه".

قال في "الصّحاح": يُقال: "عَدَاه أي: "جَاوَزه". يُقال: "ما عَدَا فلان [أنْ صَنَع كذا] (١) " و "ما لي عن فلان مَعْدًى أي: "لا تجاوز [لي] (٢) إلى غيره" (٣).

إذا ثبت ذلك: فقوله: "أن فرغ" في محلّ مفعول بـ "عَدَا أي: "فما عدا هو - أي: الاستياك- فَراغَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "؛ فـ "الاستياك" فاعل، و "أن فرغ" مفعول به.

ويكون "رَفَع يديه" بدَل من "فرغ"، بَدل شيء من شيء؛ لأنه يرجع إليه في المعنى، أي: "فما جاوز الاستياك رَفع يديه قوله: في الرفيق الأعلى" (٤).

ويجوز فيه وَجْه آخر، وهو أن يكون فاعل "عَدَا" [ضمير عائد] (٥) على "النبي -صلى الله عليه وسلم-"، و "أنْ فرغ" بَدَل من ضمير النبي -صلى الله عليه وسلم-، بدل اشتمال، كما قيل في قوله تعالى: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} [الكهف: ٦٣]، (٦)، ويكون "رفع يديه" مفعولًا بـ "عَدَا"، على تقدير "أن"، كما تقدّم في الوجه الثاني.

وقد جاء حذف "أن" كثيرًا، كقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ} [الشورى: ٣٢] أي: "أن يُريكم{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ} (٧) [البقرة: ٨٣]، أي: " [بأن] (٨) لا تعبدوا". وكذا:


(١) سقط من النسخ. والمثبت من المصدر.
(٢) سقط من النسخ. والمثبت من المصدر.
(٣) انظر: الصحاح (٦/ ٢٤٢١).
(٤) انظر: عمدة القاري للعيني (١٨/ ٦٥)، وإرشاد الساري (٦/ ٤٦٥)، والتوضيح لابن الملقن (٧/ ٤٢٤).
(٥) كذا بالنسخ.
(٦) انظر: مغني اللبيب (ص ٥٩٤)، والفصول المفيدة للعلائي (ص ٢٣١).
(٧) بالنسخ: "أخذ الله".
(٨) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>