للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

["كان"] (١) تَدخُل على المبتدأ والخبر.

فـ "رجُلا" خَبرٌ، وضَميرُ المتكلِّم هو المبتدأ في المعنى، فلو رَاعَاه لقَال: "كُنتُ رَجُلا [أُمْذي] (٢) ".

وقَد جَاءَ مثل ذلك في قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ} [البقرة: ١٨٦]؛ فرَاعَى الضَّميرَ في "إنِّي"، ولو رَاعَى "قَريبٌ" لقَال: "يُجيبُ". (٣)

قال أبو حيّان: ومن اعتبار الأوَّل قوله تعالى: {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} [النمل: ٤٧]، {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [النمل: ٥٥]. ومن اعتبار الثّاني: "أنا رَجُلٌ يأمُر بالمعْروف"، و "أنت امرؤ يأمُر بالخير". (٤)

قوله: "فاستحييتُ أنْ أسْأل رسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لمكان ابنته": "استحييت" جَرى على اللغة الفصيحة. ويُقال: "استَحَيتُ". (٥)

قالوا: ولم يُستَعْمَل مُجرّدًا عن السين والتّاء (٦).

وقال الزمخشري: يُقال منه: "حَيي" (٧).

فعلى هذا يكُونُ "استفعل" منه مُوافقًا [للفِعل] (١) المجرّد.


(١) بالنسخ: "كل". وانظر: إرشاد الساري (١/ ٣٢٦).
(٢) بالنسخ: يُمْذي. وانظر: إرشاد الساري (١/ ٣٢٦).
(٣) انظر: إرشاد الساري (١/ ٣٢٦).
(٤) انظر: البحر المحيط (٢/ ٢٠٦)، (٣/ ٣٠١)، وإرشاد الساري (١/ ٣٢٦).
(٥) انظر: عُمْدة القاري (٢٢/ ١٦٥)، الإعلام بفوائد عُمْدة الأحكام (١/ ٦٤٤)، نيل الأوطار (٨/ ١٧٣)، لسان العرب (١٤/ ٢١٨)، تاج العروس (٣٧/ ٥١٣).
(٦) انظر: إرشاد الساري (٩/ ٦٠).
(٧) انظر: أساس البلاغة للزمخشري (١/ ٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>