للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعالى: {وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ} [الطور: ٢١] (١)، وقد يتعدّى إِلَى واحد، كقوله تعالى: {فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ} [الأعراف: ١٧٥] (٢).

قال في "الصحاح": يُقال: "تبعت القوم"، "تبعًا" و"تباعة" بالفتح، إِذَا "مشيت خلفهم"، أو "مروا بك فمضيت معهم"، وكذلك: "اتبعتهم"، و"أتبعت القوم" على "أفعلت"، إِذَا كانوا قد سبقوك فلحقتهم، و"أتبعت" أيضًا غيري، أي: "أتبعته الشيء، [فتبعه] (٣) ". (٤)

ويحتمل أن تكون الفاءات في المعطوفات للسببية، فيرتبط بعضها ببعض، مع أَنَّهُ لا يشترط في الجمل المعطوفات اتفاق معانيها، فيجوز عطف الخبر على غيره وبالعكس، هذا مذهب سيبويه، وقد أجازوا: "جاءني زَيْدِ، ومَنْ عَمْرو، العاقلان" على أنَّ يكون العاقلان خبر مبتدأ محذوف (٥).

ومنه (٦) قول امرئ القيس:

وإنّ [شفائي] (٧) عبْرَة إن سفحتها ... فَهَل عِنْد رسمٍ دارسٍ من معوّل (٨)


(١) انظر: البحر المحيط (٩/ ٥٧١).
(٢) انظر: الكشاف (٢/ ١٧٧)، والمحرر الوجيز (٢/ ٤٧٦)، وأضواء البيان للشنقيطي (٩/ ١٧٣)، والتحرير والتنوير (٩/ ١٨١).
(٣) بالنسخ: "فتبعته".
(٤) انظر: الصّحاح (٣/ ١١٨٩، ١١٩٠).
(٥) انظر: البحر المحيط (١/ ١٨٠)، التقييد الكبير في تفسير كتاب الله المجيد للبسيلي (ص/ ٢٥٤)، الكتاب (٢/ ٦٠)، مغني اللبيب (ص ٦٢٧، ٦٣٠)، شرح الأشموني (٢/ ٤٠٦)، همع الهوامع (٣/ ٢٢٥).
(٦) انظر: البحر المحيط (١/ ١٨٠)، مغني اللبيب (ص ٦٢٧).
(٧) في الأصل: "سفار"، والمثبت من المصادر.
(٨) البيت من الطويل، وهو لأمرئ القيس. انظر: سمط اللآلي في شرح أمالي القالي (١/ ٩٤٣)، وشرح القصائد السبع الطوال (ص ٢٥)، والصناعتين للعسكري =

<<  <  ج: ص:  >  >>