للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدك على جسمه فقد وضع جسمه على يدك.

ويحتمل معنى آخر، وهو أنّ الضّرب ينشأ عنه الألم، وَلَا يحصل في هذا الموضع ألم الأرض، وإنَّما يحصل لضاربها.

ويحتمل أن يكون الفعل مُضَمَّنًا غير معناه؛ لأنّ المراد "تعفير اليد بالتراب"، فكأنه قال: "فعفر يده بالأرض" (١).

وقوله: "أو الحائط": "أو" للشك من الرا وي. وما بعد هذا معطوف لا إشكال فيه.

قولُه: "فأتيته بخرقة": يتعلّق حرف الجر بـ "أتيته" أو بحال، أي: "مصاحبا لخرقة"؛ فتكون "باء" الحال (٢).

وقوله: "فلم يردها": "لم" حرف، تقدّم الكلام عليها في الحديث الثالث من "باب المذي". وهي حرفُ جزم لنفي المضارع وقلبه ماضيًا، نحو: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص: ٣] (٣).

وقد يرتفع الفعل بعدها، نحو قولُه:

لولا فوارس من نعم وأسرتهم ... يوم الصليفاء لم يوفون بالجار (٤).


(١) انظر: فتح الباري (١/ ٣٨٣)، والتمهيد (٢٢/ ٩٤)، شرح ابن ماجة لمغلطاي (١/ ٧١٨)، عمدة القاري (٣/ ٢٢٣)، فتح الباري لابن رجب (١/ ٣١٥)، والكواكب الداراي (٣/ ١٣٥).
(٢) انظر: الجنى الداني (ص ٤٠).
(٣) انظر: مغني اللبيب (ص ٣٦٥).
(٤) البيت من البسيط، وهو بلا نسبة. ورُوي فيه: "لولا فوارس من ذهل". انظر: سر صناعة الإعراب (٢/ ١١٨)، خزانة الأدب (١/ ٢٠٥)، (٩/ ٣)، شرح التسهيل (١/ ٢٨)، شرح المفصل (٤/ ٢١٣)، مغني اللبيب (ص ٣٦٥)، والمعجم المفصل (٣/ ٣٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>