للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"الجهد": "المشقة"، وتجيء بمعنى "المبالغة في الشيء"، وهو المراد هنا.

ويقال: "جهد دابته" و"أجهدها" إِذا "حمل عليها في السير فوق طاقتها"، و"جهد الرجل في الأمر" أي: "بالغ فيه"، وهذا منه (١).

قو له: "فقد وجب الغسل: جواب "إِذَا" الشرطية.

والفعل الماضي إِذَا وقع بعد الشرط ظاهرًا وهو مُسْتَقْبِلَ المعني، كما هو هنا، فهو الجواب؛ وذلك لأنّ جواب الشرط لا يكون إلَّا مستقبلًا، حَتَّى إنه لو وقع لفظه ماضيًا انقلب إِلَى الاستقبال، فإذا قلت: "إن قام زَيْدِ قام عَمْرو" فهو قبل دخول حرف الشرط على أصله من المضيِّ، وبعد دخول حرف الشرط انقلب إِلَى الاستقبال.

وهذا الحكم في سائر الأفعال؛ إلَّا "كان"، فإنهم اختلفوا فيها، فقيل: إنها على حالها من معنى المضي لا تنقلب إِلَى الاستقبال؛ فتقول: "إن كان زَيْدِ قام" لم يتغير معناها؛ لأنَّها خرجت من الأفعال بنقصها وكونها لا مصدر لها؛ ولذلك لم يشترطوا في خبرها إِذَا كان ماضيًا تقدير "قد نحو قولُه تعالى: {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ} [يوسف: ٢٧]؛ ليتحقق الماضي فيها.

وذهب آخرون إِلَى أن معناها تغير وانقلب كسائر الأفعال، والتقدير: "إن تبين كون قميصه" (٣).


(١) انظر: معاني القرآن للفراء (١/ ٢٣٤، ٤٤٧)، تفسير القرطبي (٧/ ٦٢)، رياض الأفهام (١/ ٤١٢، ٤١٣)، إحكام الأحكام (١/ ١٤٢، ١٤٣)، مشارق الأنوار (١/ ١٦١)، الصحاح (٢/ ٤٦٠)، النهاية لابن الأثير (١/ ٣٢٠)، لسان العرب (٣/ ١٣٣، ١٣٤)، وتهذيب اللغة (٦/ ٢٦).
وراجع: فتح الباري (١/ ٣٩٥)، وتاج العروس (٧/ ٥٣٥).
(٢) في الأصل: "إن كان".
(٣) انظر: تفسير القرطبي (٩/ ١٧٤)، البحر المحيط (١/ ١٦٦)، (٣/ ٥٢٩)، اللباب في =

<<  <  ج: ص:  >  >>