للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد أنكر بعض المتكلّمين (١) على النحويين تقديرهم في قول "لا إله إلَّا الله": "لا إله لنا ... " أو "في الوجود"، وقال (٢): نفيُ الحقيقة مُطْلَقة أعَمّ من نفيها مُقيّدة، فإنها إِذَا نُفيت مُقيّدة كَان دَالًّا على سَلْب الماهيّة مع القيْد، وإذا نُفيت غير مُقيّدة كان نفيًا للحَقيقة، وإذا انتفت الحقيقة انتفت مع كُلّ قيْد، أمّا إِذَا نُفيت مُقيّدة بقيْد مخصُوص لم يلزم نفيها مع قيد آخر، هذا أو معناه. انتهى (٣).

قال أثيرُ الدّين أَبُو حيّان في "لا إله إلَّا الله": "لا إله" مبني مع "لا"، في موضع رَفْع على الابتداء، وبُني الاسمُ مع "لا" لتضمّنه معنى "من" أو للتركيب (٤).

الزجّاج: هو مُعرَبٌ منصوبٌ بها (٥).

وعلى البناء: فالخبر مُقدّر.

وقُرئ: "لَا رَيْبٌ فيه" (٦) بالرّفع والتنوين، على أنَّ "ريب" مبتدأ، والخبر [في] (٧) قولُه: "فيه". أو على أَن تكُون "لا" عاملة عمل "ليس". وضُعّف الأوّل بعدم


(١) هو صاحب المنتخب، وقد ردّ عليه أَبُو عبد الله محمد بن أَبِي الفضل المرسي في "ري الظمآن"، كما ذكر أَبُو حيَّان وغيره.
انظر: البحر المحيط (٢/ ٧٥ وما بعدها)، إرشاد الساري (٩/ ٢٢٧)، وشرح الزرقاني على موطأ الإِمام مالك (٢/ ٣١)، معنى لا إله إلَّا الله للزركشي (ص ٧٤ وما بعدها).
(٢) هو كلام هذا المعترض على النحويين.
(٣) انظر: إحكام الأحكام (١/ ١٤٥، ١٤٦).
(٤) انظر: البحر المحيط (١/ ٦٢)، (٢/ ٧٥ وما بعدها).
(٥) انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (١/ ٦٩)، وإرشاد الساري (٩/ ٢٢٧)، وشرح ابن عقيل (٢/ ٨، وبالهامش).
(٦) سورة [البقرة: ٢]. وقرأ بها زيد بن علي وأبو الشعثاء.
انظر: البحر المحيط (١/ ٦٢)
(٧) غير واضحة بالأصل، والمثبت من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>