للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعكسه، من الخطاب إلى الغيبة: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم} [يونس: ٢٢]. (١)

ومما جاء في الخطاب قول النابغة:

يَا دار مَيّة بِالْعَلْيَاءِ فَالسَّنَدِ ... أَقْوَتْ وَطَالَ عَلَيْهَا سَالِفُ الْأَبَدِ (٢)

و"عن": معناها "المجاوزة". (٣) ويحتمل هنا أن تكون بمعنى "من"، أي: "من جهة يمينه"، كقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى: ٢٥]، أي: "من عباده" (٤).

ولولا بُعْد التأويل لصح أن تكُون هنا بمعنى الباء، كقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: ٣]، أي: "بالهوى"، ومنه: "رميتُ عن القوس"، أي: "بالقوس". (٥) قال امرؤ القيس:


= تفسير البيضاوي (١/ ٢١٦)، الإيضاح في علوم البلاغة (٢/ ٨٩)، الأضداد لابن الأنباري (ص ١٣٤)، شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات لابن الأنباري (ص ٣٠٠).
(١) انظر: تفسير الزمخشري (١/ ١٤)، الإيضاح في علوم البلاغة (٢/ ٨٨)، الأضداد (ص ١٣٤)، شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات (ص ٣٠٠)، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير الكاتب، ط المكتبة العصرية، (٢/ ١٠ وما بعدها).
(٢) البيت من البسيط، وهو مطلع قصيدة للنابغة الذبياني مدح بها النعمان بن المنذر واعتذر إليه مما بلغه عنه. انظر: البحر المحيط (١/ ٤٣)، خزانة الأدب (٤/ ١٢٥)، (١١/ ٥٣)، شرح القصائِد العشر (ص ٣٠٨)، المعجم المفصل (٢/ ٣٥٨).
(٣) انظر: الكتاب لسيبويه (٤/ ٢٢٦)، الجنى الداني (٢٤٥)، أوضح المسالك (٣/ ٤٠)، مغني اللبيب (١٩٦)، شرح التصريح (١/ ٦٥٢).
(٤) انظر: مغني اللبيب (١٩٨)، شرح التصريح (١/ ٦٥٢، ٦٥٣)، شرح الأشموني (٢/ ٩٦)، الهمع (٢/ ٤٤٤)، اللمحة (١/ ٢٣٣).
(٥) انظر: الإعلام لابن الملقن (٣/ ٣٥٢)، عقود الزبرجد (٣/ ١١٤)، الكتاب=

<<  <  ج: ص:  >  >>