للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فقُولوا: رَبّنا ولك الحمد": بزيادة "الواو"؛ لتَدلّ على محذُوف، تقديره: "ربنا استجب ولك الحمْد على ذَلك"؛ فيكُون مِن بَاب عَطْف الجُمْلة الاسمية على الفِعْلية، والإشارة في ذلك إلى المصْدَر المفْهُوم مِن الفِعْل، وهو "الاستجابة".

ويحتمل: "ولك الحمد مُطلقًا مِن غير تقييد"، وهو أحْسَن. (١)

وقيل: "الواو" هنا زائدة، كزيادتها في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ} [الزمر: ٧٣]. (٢)

وحَذفُ حرف النداء من "ربنا" هُو الذي وَرَد في جميع القرآن من حكاية دُعاء الأنبياء والأولياء، فحيث وَرَدَ نداؤه تعَالى جَاء بحَذف حَرف النداء، نحو: "رَبّ" أو "ربّنا"، وفي ذلك نوع من الأدَب؛ فإنّ "يا" لها مَعَان لا يجُوز تقديرها مع اسم الله تعالى، كالتنبيه ونداء البعيد. ومَا وَقَع من ذلك في الأدعية المأثُورة فهي فيه للاستفتاح، أو لتوهّم بُعد مَقَام الدّاعي من مَقَام القُرب. (٣)

قوله: "وإذا صَلّى جَالسًا": حَال مُقَدّرة؛ لأنّ "الجلوسَ" بَدَلٌ من "القيام"، فهو داخلٌ في ماهيّة الصّلاة، وشَرطُ الحال أن تكُون زائدة على الحقيقة،


(١) انظر: فتح الباري (٢/ ٢٨٢)، عُمدة القاري (٥/ ٢٧٠)، شرح صحيح مسلم (٤/ ١٢١)، إرشاد الساري للقسطلاني (٢/ ١٠٨)، إحكام الأحكام (١/ ٢٢٤، ٢٣٨)، الإعلام لابن الملقن (٢/ ٥٥٩).
(٢) انظر: التبيان في إعراب القرآن (٢/ ١١١٤)، شرح صحيح مسلم (٤/ ١٢١)، عمدة القاري للعيني (٥/ ٢٧٠)، (٦/ ٦٢)، إرشاد الساري (٢/ ١٠٩)، إحكام الأحكام (١/ ٢٢٤)، عقود الزبرجد للسيوطي (١/ ٤٨٠)، المقتضب (٢/ ٨٠)، سر صناعة الإعراب (٢/ ٢٨٩)، همع الهوامع (٣/ ١٩٠).
(٣) راجع: الإعلام لابن الملقن (٢/ ٥٥٩)، (٣/ ٤٣١)، عقود الزبرجد (٢/ ٣٥١ وما بعدها)، علل النحو (ص ٣٤٨)، شرح المفصل (١/ ٣٦١ وما بعدها)، شرح التسهيل (٣/ ٢٨٢، ٢٨٣)، شرح الأشموني (٣/ ٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>