للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "التحية": إنْ كانت "التاء" مضْمُومة فالمرادُ لفظ مجمُوع "التحية" على الحكاية، وإن كانت "الياء" مفتوحة كان المرَاد لفظ الكَلمة وحدها. والظاهِرُ الأوّل، وهو من باب إطلاق الجُزء على الكُلّ. (١)

قال الشّيخ تقيّ الدّين: وهذا الموضعُ مما فَارَق فيه الاسم المسمّى، فإنّ "التحية": "الملك"، و"البقاء"، وذلك لا يُتصوَّرُ.

قال: وهذا بخلاف قولك: "أكلتُ الخبز"، فإنّ الاسم فيه المسمّى. (٢)

قلتُ: واسمُ "كان" في جميع مَوَاضعها هُنا ضَمير مُستتر يعُود على "النبي - صلى الله عليه وسلم -".

قوله: "وينصب اليمنى": أي: "ينصب رجْله اليمنى"، فحُذف الموصُوف، لدلالة ما قبله عليه. (٣)

قوله: "وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عُقْبَةِ الشيْطَانِ": ويُروَى: "عن عَقِب الشّيطان" (٤).

قال الشيخُ تقيّ الدِّين: وفُسِّر بأنْ يَفْرش قَدَميه، ويجلس بأليتيه على عَقبيه، وقد سُمِّي ذلك: "إقعاءً". (٥)

قوله: "وأن يفترش": في محلّ نصْب أو جَر، على الخلاف في "أنْ" المصْدَرية إذا


(١) انظر: إحكام الأحكام (١/ ٢٣٥)، الإعلام لابن الملقن (٣/ ٤٢).
(٢) انظر: إحكام الأحكام (١/ ٢٣٥)، الإعلام لابن الملقن (٣/ ٤٢، ٤٣). وراجع: عُمدة القاري (١٤/ ٢٣).
(٣) هذا سهو من المصنف؛ فما في "العُمدة" بإثبات لفظ: "رجله"؛ فلا حذف هنا. ولكن الذي شرح عليه الشيخ ابن فرحون وارد في أحاديث أخرى عند ابن ماجه في سننه (١٠٦٢) والترمذي في سننه (٢٩٣) وابن أبي شيبة في مصنفه (٢٩٢٦).
(٤) كما في رواية ابن نُمَيْرٍ عن أبي خالد. صحيحُ مسلم (٤٩٨/ ٢٤٠).
(٥) انظر: إحكام الأحكام (١/ ٢٣٥، ٢٣٦)، شرح سنن أبي داود للعيني (٣/ ٤٣٥)، الإعلام لابن الملقن (٣/ ٤٨ وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>