للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له: أصَبْت. (١)

وقد اختبره بوَجْهين: -

أحدهما: أنّ صدْرَ البيت بالهمز، في قوله: "يُخْبِئْنَ الوجوه"؛ فقياسه أن يقول: ["بَدَأْنَ"] (٢) مثل "يُخْبِئْنَ"، بالهمز فيهما، فخَطَر له أنّه يغترّ بذلك، فيُخْطئ، فلم يفعل ذلك.

وثانيهما في قصد التخطئة: أنّ "الواو" تكون ضمير الفاعل المذكّر، ولا يجوز أن "بَدَوْن" بـ "الواو" ضَمير النّسوة؛ لأنّ ضَمير النّسوة لا يكونُ بـ "الواو"، فما حمله ذلك على الخطَأ، بل نطق بالصّواب، وهي "الواو". (٣)

قلتُ: ومعنى ذلك أنّ أصْله: "بَدَوَون"، تحرّكَت "الوَاو"، وانفَتَح ما قبْلها، فقُلبت ألِفًا، ثم حُذِفَت "الألِف" لسكُونها وسُكون "الوَاو"؛ فصَار "بَدَون". (٤)

قَالَ ابنُ عَطيّة: هذا الشّعرُ للرّبيع بن زيَاد. (٥)


(١) انظر: الفروق، المسمّى (أنوار البروق في أنواء الفروق)، لشهاب الدّين أحمد بن إدريس القرافي (ت: ٥٦٨٤)، (٣/ ١٤٠). وكذا وردت في تهذيب الفروق (٣/ ١٧٦).
(٢) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "يبدأن". والمثبت من المصدر.
(٣) انظر: الفروق للقرافي والتهذيب (٣/ ١٤٠، ١٧٦).
(٤) انظر: اللباب لابن عادل (١/ ٥٢٥)، الدر المصون (١/ ٢٧١)، الكتاب (٤/ ٢٣٨، ٣٧٦ وما بعدها)، شرح التصريح (٢/ ٣٠٩)، شرح التصريف للثمانيني (ص ٤٤٠)، شرح المفصل (٥/ ٢٩٢)، المقتضب (١/ ٩٦ وما بعدها، ١١٥، ١٥٢ وما بعدها)، س صناعة الإعراب (١/ ١٥٨)، أسرار العربية (ص ٥٩)، المخصّص (٤/ ٤٢٤ وما بعدها)، المنصف لابن جني (ص ١٩٠)، الممتع الكبير في التصريف (ص ٢٨٧)، ضياء السالك، مع أوضح المسالك (٤/ ٣٩٢ وما بعدها)، لسان العرب (١٢/ ٣٥٠).
(٥) انظر: تفسير ابن عطية (١/ ٤٥٤)، البحر المحيط (٣/ ٢١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>