للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَان فيه العُجْمَة.

قال: وليس هذا بشَيءٍ؛ فإنّ العَدْل إذا انّضم إلى التأنيث تحتّم منع صَرْفه، نحو: "عبد شمس"؛ فيمتنع هنا صرفه للعَلَمية والتأنيث والعَدل، وإن كان ساكنَ الوسَط؛ لمقابَلة السكون بعِلّة. (١)

قلتُ: وهذا التركيبُ تركيب إضافة، كـ "أبي هريرة"، وتركيب الإضافة لا أثر له في معنى الصرف.

ويتعيّن في "شمس" المنع، كما قال النيلي رَحِمهُ اللهُ، وصرفُ ابن مالك له في البيت لتقويم الوزن.

ونصّ ابن هشام على صرفه، فقال: يُقال: "هذا عبدُ شمس"، و"رأيت عبدَ شمس"، و"مررت بعبدِ شمس"، كما تقول: "هذا غلامُ زيد"، و "رأيت غلامَ زيد"، و"مررت بغلامِ زيد". (٢)

ولعلّه لم يعتبر العَدْل، ويلزمه أن لا يعتبره في "سَحَر" لـ "يوم" بعَينه؛ لأنَّ فيه العَدل عن الألِف واللام، والعَلَمية. والله أعلم. (٣)


(١) راجع: اللمحة (٢/ ٧٦٨)، المقتضب (٣/ ٣٥٢)، شرح الأشموني (٣/ ١٥١)، توضيح المقاصد والمسالك (٣/ ١٢٠٣ وما بعدها)، شرح الكافية الشّافية (٣/ ١٤٦٩، ١٤٧٠)، همع الهوامع للسيوطي (١/ ٢١٠).
(٢) راجع: شرح ابن عقيل (١/ ١٢٦)، شرح الأشموني على الألفية (١/ ١١٦)، الأصول في النحو لابن السراج (٢/ ٩٢، ٩٣)، شرح المفصل لابن يعيش (١/ ١٨٥) (٣/ ١٦٣)، اللمع (ص ١٢، ١٣).
(٣) مذهب سيبويه أن كل معدول سُمِّي به فعدله باق إلا "سحر"، و "أمس"، في لغة بني تميم، فإن عدلهما يزول بالتسمية فينصرفان. بخلاف غيرهما من المعدولات، فإن عدله في التسمية باق؛ فيجب منع صرفه للعدل والعلمية. وذهب الأخفش وأبو علي، وابن برهان إلى صرف العلم، والمعدول مُسمى به، وهو خلاف مدهب سيبويه.=

<<  <  ج: ص:  >  >>